احذروا فوضى الفتاوى عبر الشبكات العنكبوتية: المجلس الإسلامي للافتاء المرجعية الشّرعية الأولى في البل
المجلس الإسلامي للافتاء المرجعية الشّرعية الأولى في البلاد
نظراً لانتشار ظاهرة فوضى الفتاوى وتجرؤ غير الأكفاء على الفتوى ، التقى موقع فلسطينيو 48 مع فضيلة الشيخ الدّكتور مشهور فوّاز محاجنه – رئيس مجلس الإفتاء في البلاد كي يقدّم لنا ما لا يعلمه الآخرون عن مجلس الإفتاء ومكانته ودوره وكوادره :
هل يمكن أن تقدّم لنا تعريفاً موجزاً عن مجلس الإفتاء :
د. مشهور فوّاز : مجلس الافتاء عبارة عن هيئة شرعية مستقلة تهتمّ بمسائل ونوازل المسلمين في الدّاخل الفلسطيني بشكل خاص وكافة المسلمين في شتى أنحاء وأقطار العالم من خلال الإجابة على الأسئلة والاستفسارات وقضايا التّحكيم التّي تصل المجلس عبر الموقع والهاتف ومواقع التّواصل الاجتماعي ومن خلال اصدار مطويات ونشرات ومصنفات تعالج الواقع المعاش .
كم عضو يضمّ مجلس الإفتاء وما هي درجاتهم العلمية :
د. مشهور فوّاز : يضمّ مجلس الإفتاء أربعة عشر عضواً من حملة الشّهادات والاجازات العليا في الشّريعة الإسلامية ومن بينهم أختين في مرحلة الدّكتوراة .
ما هي طريقة اختيار العضو ؟
د.مشهور فوّاز : يشترط في العضو حسن السّيرة والسّلوك وأن يكون على الأقل حاملاً لشهادة الماجستير في الشّريعة الإسلامية أو في مرحلة الماجستير النّهائية وفي حالات استثنائية وخاصة قد يقبل من كان حائزاً على اجازات شرعية معتمدة بالأسانيد المتصلة ، ومؤخراً لا يقبل العضو إلاّ بعد اجتياز امتحان لجنة التّعيين .
هل يمثّل مجلس الإفتاء جهة سياسية أو حزبية معينة ؟
د.مشهور فوّاز : مجلس الإفتاء عام للمسلمين ولا يمثّل إلاّ المسلمين عموماً وأهلنا في الدّاخل خصوصاً .
ما مدى حضور مجلس الإفتاء على مستوى أهلنا في الدّاخل وفي عالمنا الإسلامي ؟
د. مشهور فوّاز : في الحقيقة إنّ حضور المجلس فاعل جداً فنحن نتلقى يومياً كماً هائلاً من الاتصالات والأسئلة عبر الفيس بوك والموقع من كافة أنحاء العالم وتصل إلينا ملفات تحكيم عديدة في مسائل إرثية ومالية بل وفي قضايا دم وجنايات وهذا يدلّ على مدى ثقة الجمهور بالمجلس فضلاً عن الدّورات والمحاضرات والنّدوات والمؤتمرات التّي أقامها وسيقيمها المجلس في الأيام القريبة في كافة مجالات ونواحي الحياة .
بما يتميّز المجلس الإسلامي للافتاء عن غيره من دور الإفتاء على مستوى عالمنا الإسلامي ؟
د. مشهور فوّاز : نحن نقول ولا فخر بل وحقّ لنا أن نفتخر أنّ المجلس الإسلامي يمتاز بما يلي :
أ. يعتبر من أعمق وأدق مجالس دور الإفتاء عالمياً في نقل الفتوى وتحريرها وتوثيقها وايعازها إلى مظانّها وهذه بشهادة المنصفين من أهل العلم وما يشهد له الواقع ...
ب. إنّ المجلس يجمع بين الأصالة والتّجديد فهو يحافظ على منهجية أصيلة وثوابت شرعية لا تقبل المساس وبين المرونة ومراعاة الواقع ومستجدات الحياة وضرورياتها ونوازلها . .
ت.اختيار الأيسر والأرفق والأوفق بأهلنا في الدّاخل ومراعاة ظروفنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الخاصة .
ث.الثبات على المباديء والقيم والثوابت الشّرعية .
ج.بثّ روح التقوى والأخذ بالعزيمة والاحتياط بين جمهور المستفتين .
ما هي منهجية المجلس الاسلامي للافتاء ؟
تتمحور منهجية المجلس بما يلي :
أولا : اعتماد المذهب الشّافعي بالدّرجة الأولى في الإفتاء .
ثانياً : إذا ضاق الأمر أو شق ففي ضوء المذاهب الأربعة .
ثالثاً : إذا دعت حاجة ماسة أو ضرورة ملحة أو عموم بلوى أو مشقة غير اعتيادية ، ولا يوجد داخل المذاهب الأربعة فسحة فقهية يمكن تقليدها والاعتماد عليها ففي هذه الحالة يلجأ المجلس إلى المجامع الفقهية العالمية .
هل للمجلس مرجعية شرعية يرجع إليها في القضايا المهمة والكبرى ؟
د.مشهور فوّاز : بالطبع إنّ هنالك جهات عالمية وشخصيات علمية من مختلف التّخصصات يتوجه إليها المجلس في القضايا المهمة والكبرى وقد سبق وتوجهنا لما يزيد عن 25 مجمع فقهي ودار افتاء واذكر أبرزها :
المجمع الفقهي الهندي ثمّ المجمع الفقهي التّابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي ثمّ المجمع الفقهي السّوداني ثمّ المجمع الفقهي التّابع لرابطة العالم الإسلامي ثمّ مجمع فقهاء الشّريعة بأمريكا فإن لم يتطرق المجمع للمسألة المعروضة يلجأ المجلس لدور ومجالس الإفتاء في العالم الإسلامي ويقدّم دار الفتوى التّي تنسجم مع منهجيته على غيرها ، فإن لم تطرق دور الفتوى للمسألة المعروضة يكلّف رئيس المجلس أمين السّر ( السّكرتير ) بإرسال المسألة لمجامع ودور الإفتاء في العالم الإسلامي وذلك بعد صياغتها من قبل رئيس المجلس وقراءتها على الأعضاء ومن ثمّ بعد وصول الإجابات من الجهات الخارجية المذكورة يجتمع جميع الأعضاء بلا تغيّب ويتخذ القرار بالأغلبية .
كلمة أخيرة توجهها لجمهور القرّاء :
أقول لجمهور القرّاء : إنّ هذا العلم دين فلينظر أحدكم عمّن يأخذ علمه ... احذروا فوضى الفتاوى عبر الشبكات العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي والصّحف والمجلات .... لا تقبلوا إلاّ فتوى مسنودة لمذهب فقهي معتمد ... في القضايا المستجدة والتّي يتعلق بها مصير أمة أو مجتمع لا تقبلوا إلاّ رأياً جماعياً ... احذروا الفتاوى الفردية ... وأقول لكلّ من تسور سوار الفتوى وليس لها بأهل ما قاله الامام مالك : " من أحبّ أن يجيب عن مسألة فليعرض نفسه على الجنة والنّار وكيف يكون خلاصه في الآخرة " .
وإنّنا في مجلس الإفتاء نتسع لكلّ من أراد أن يحاور بالأدب والعلم فمكتبنا مفتوح وقلوبنا مفتوحة وصدورنا متسعة لكلّ من يتخلق بالأدب ويتحلى بالعلم .
المجلس الاسلامي للافتاء
14 رمضان 1437هـ 19.06.2016م