المجلس الإسلامي للإفتاء-الداخل الفلسطيني 48
الرئيسية
بنك الفتاوى
الأسئلة والأجوبة
سؤال جديد
من نحن
اتصل بنا
ابحث في بنك الفتاوى
قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
الأقسام
حديث اليوم
عن مجاهد قال : « لو أن المسلم ، لم يصب من أخيه ، إلا أن حياءه منه يمنعه من المعاصي »
فتوى اليوم
حكمة اليوم
عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس " رواه مسلم .
حكمة اليوم
فيسبوك
تويتر
إنني أكثر أن أستخير الله تبارك وتعالى في بعض شؤوني ولكنني لا أرى شيئاً في منامي يرجح استخارتي , فكيف يفسر ذلك ?
تاريخ: 10/2/09
عدد المشاهدات: 4504
رقم الفتوى: 353

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
الاستخارة هي طلب الهمة لمعرفة ما هو المختار عند الله تعالى .
والاستخارة سنة بالإجماع ( الموسوعة الكويتية 3/242 ) , قال الدكتور عتر : " ظاهر حديث الاستخارة يدل على وجوب الاستخارة إلا أن العلماء اتفقوا على عدم وجوبها " .
وقد وردت أحاديث في الحث على الاستخارة فمن ذلك :
- أخرج البخاري في ( صحيحه , كتاب الدعوات , باب الدعاء عند الاستخارة 11/187 رقم 6382 ) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن ... " .
- وفي حديث الحاكم في ( مستدركه ) : " من سعادة ابن آدم استخارة الله , ومن شقاوته تركه استخارة الله سبحانه وتعالى " . ( المستدرك 1/518 ) , ( مند أبي يعلى 1/235 رقم 697 ) , قال الشوكاني في ( تحفة الذاكرين ص156 ) : قال الحاكم : صحيح الإسناد , وأخرجه من حديثه أيضاً أحمد وأبو يعلى والترمذي ( وضعفه ) وابن حبان والبزار .
- والاستخارة لا تكون في الواجبات والمندوبات وإنما في المباحات .
يقول ابن حجر العسقلاني في ( فتح الباري 11/188 ) : " قوله صلى الله عليه وسلم ( في الأمور كلها ) قال ابن أبي حمرة : هو عام أريد به الخصوص , فإن الواجب والمستحب لا يستخار في فعلها والحرام والمكروه لا يستخار في تركها , فانحصر الأمر في المباح وفي المستحب إذا تعارض منه أمران أيهما يبدأ به ويقتصر عليه " .
- والأولى أن يكون بعد ركعتين وهو ما اتفق عليه أئمة المذاهب الأربعة ( ابن قدامة – المغني 2/769 , ابن عابدين – الحاشية 1/643 ) .
يقول النووي في ( الأذكار ص101 ) : " قال العلماء تستحب الاستخارة بالصلاة والدعاء المذكور ( وقد ذكره ) , وبتحية المسجد , وغيرها من النوافل , ويقرأ في الأولى بعد الفاتحة { قل يا أيها الكافرون } . [ الكافرون : 1 ] . وفي الثانية { قل هو الله أحد } . [ الإخلاص : 1 ] .
ولا يشترط لترجيح أحد الأمرين أن يرى المستخير رؤيا منامية باتفاق الفقهاء , لكنهم اختلفوا , فمنهم من يقول أنه لا بد من يرى أنه لا بد من اتباع ما ينشرح له صدره , واستدلوا لذلك بما روى ابن السني ( ص161 ) : ( يا أنس إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات , ثم انظر إلى الذي سبق إلى قلبك فإن الخير فيه ) .
وقد عقّب النووي في ( الأذكار ص101 ) قائلاً : " إسناده غريب , فيه من لا أعرفهم " .
وتعقّبه ابن علان في ( شرح الأذكار) : قال شيخنا ( يقصد زين الدين العراقي ) تعقيباً على النووي : هم معروفون لكن فيهم راو معروف بالضعف .
ولأجل الاختلاف في صحة الحديث اختلفوا في حكم الاستخارة هل يخير المستخير أم يأخذ بما مال إليه قلبه ؟
قال ابن حجر العسقلاني في ( الفتح 11/191 ) تعقيباً على استدلال النووي بحديث ابن السني أن المستخير يتبع ما ينشرح له صدره " وهذا الحديث لو ثبت لكان هو المعتمد , لكن سنده واهٍ جداً , والمعتمد أنه لا يفعل ما ينشرح به صدره مما كان له فيه هوى فبل الاستخارة " , بل قد نقل عن بعض أهل العلم وهما العز بن عبد السلام والزملكاني الشافعيين ( حاشية الجمل 1/492 ) , ( ابن حجر – فتح الباري 11/191 ) , ( ابن علان – شرح الأذكار ) , قال ابن حجر , فقال ابن عبد السلام : " يفعل ما اتفق ... " .
وقال الزملكاني : " لا يشترط شرح الصدر , فإذا استخار الإنسان ربه في شيء فليفعل ما بدا له سواء انشرح له صدره أم لا , فإن فيه الخير وليس في الحديث انشراح الصدر " .
- والذي أريد أن أؤكد عليه أن استشارة أهل العلم والصلاح مهمة وحاسمة في الموضوع , قال ابن حجر الهيثمي في ( الفتوحات الربانية على الأذكار 3/92 ) : " عند التعارض ( بين الاستخارة وأقوال الصالحين ) تقدم ( أي أقوال الصالحين ) لأن الطمأنينة إلى قول المستشار أقوى منها إلى النفس لغلبة حظوظها وفساد خواطرها ¡ وأما لو كانت نفسه مطمئنة صادقة إرادتها متخلية عن حظوظها قدم الاستخارة " .

والله تعالى أعلم