المجلس الإسلامي للإفتاء-الداخل الفلسطيني 48
الرئيسية
بنك الفتاوى
الأسئلة والأجوبة
سؤال جديد
من نحن
اتصل بنا
ابحث في بنك الفتاوى
عنْ أَبي أَيوبِ رضي الله عنه، أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضانَ ثُمَّ أَتَبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كانَ كصِيَامِ الدَّهْرِ رواهُ مُسْلِمٌ.
الأقسام
حديث اليوم
قال أبو عبد الله الدمشقي : « قال عيسى عليه السلام : الدهر ثلاثة أيام : أمس خلت عظته ، واليوم الذي أنت فيه لك ، وغدا لا تدري ما يكون »
فتوى اليوم
حكمة اليوم
عن ‏ ‏أم سلمة ‏ ‏أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال : ( ‏ ‏إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا ‏ ‏يمس ‏ ‏من شعره وبشره شيئاً ) . رواه مسلم
حكمة اليوم
فيسبوك
تويتر
هل يستحب الصيام في رجب؟
تاريخ: 13/8/09
عدد المشاهدات: 7491
رقم الفتوى: 444

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الصيام في رجب
 
س1: هل يستحب الصيام في رجب؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الأمين وعلى آله وأصحابه الطيبين، وبعد:
رجب: مُشْتَقٌّ مِنْ التَّرْجِيبِ وَهُوَ التَّعْظِيمُ، وَيُسَمَّى بِالْأَصَمِّ؛ لِأَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ لَا تَسْمَعُ فِيهِ صَوْتَ السِّلَاحِ وَهُوَ فَرْدٌ مِنْ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ، وَبَقِيَّتُهَا الثَّلَاثَةُ مُتَوَالِيَةٌ: ذو الْقِعْدَةُ وَذو الحجَةُ وَالْمُحَرَّمُ.. [انظر: الفواكه الدواني (8/40)].
ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ من الْحَنَفِيَّةُ وَالْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ إِلَى اسْتِحْبَابِ صَوْمِ الأَْشْهُرِ الْحُرُمِ، ورجب شهر منها.
جاء في "الفتاوي الهندية" (1/202): "المرغوبات من الصيام أنواع: أولها صوم المحرم والثاني صوم رجب والثالث صوم شعبان وصوم عاشوراء".
وجاء في "الخلاصة الفقهية" للقروي (1/189): "يندب: صوم رجب".
قال النفراوي في "الفواكه الدواني" (8/40): "(وَ) مِنْ الْمُرَغَّبِ فِي صَوْمِهِ شَهْرُ (رَجَبَ)".
وقال النووي في "المجموع" (6/386): "قال أصحابنا: ومن الصوم المستحب صوم الأشهر الحرم، وهي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب، وأفضلها المحرم". قال الروياني في "البحر":
"أفضلها رجب، وهذا غلط لحديث أبي هريرة الذي سنذكره إن شاء الله تعالى: ((أفضل الصوم بعد رمضان شهر الله المحرم))".
والدليل على استحباب الصيام في رجب ما يلي:
أولا - عموم الأحاديث التي تحث على الصوم وتندب إليه في أي يوم من السنة، عدا ما استثناه النص.
فالنبي صلى الله عليه وسلم رغب في صيام الاثنين والخميس وثلاثة أيام من كل شهر والأيام البيض وصيام يوم وإفطار يوم والصيام من سرر الشهر. وسرر الشهر قال بعض العلماء أنه أول الشهر وقال البعض أنه أوسط الشهر وقيل أيضا أنه آخر الشهر.
فصيام هذه المواضع سُنةٌ من كل شهرٍ، سواء في ذلك رجب وغيره، إلا في المواضع التي ورد النهي عن التطوع فيها. وسواء في ذلك الصيام لمن كانت له في ذلك عادة أو لمن لم تكن له عادة، أو تطوع بهذا الصيام بنية تدريب نفسه على الصيام بين يدي شهر رمضان.
ثانيا - الأحاديث الخاصة الواردة في فضل صيام المحرم ورجب:
منها ما ورد في صحيح مسلم أن عثمان بن حكيم الأنصاري قال: سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب ونحن يومئذ في رجب فقال: سمعت ابن عباس يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم".
ومنها حديث مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انطلق فأتاه بعد سنة وقد تغيرت حالته وهيئته فقال: يا رسول الله، أما تعرفني؟ قال: "ومن أنت؟"، قال:
أنا الباهلي الذي جئتك عام الأول. قال: "فما غيرك وقد كنت حسن الهيئة؟"، قال: ما أكلت طعاما إلا بليل منذ فارقتك! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم عذبت نفسك؟!"، ثم قال: "صم شهر الصبر ويوما من كل شهر". قال: زدني، فإن بي قوة! قال: "صم يومين". قال: زدني. قال: "صم ثلاثة أيام". قال: زدني. قال: "صم من الحرم واترك صم من الحرم، واترك صم من الحرم واترك. وقال بأصابعه الثلاثة فضمها ثم أرسلها". [رواه أبو داود وابن ماجه].
قال الإمام النووي في المجموع (6/439): قوله صلى الله عليه وسلم: "صم من الحرم واترك"، إنما أمره بالترك؛ لأنه كان يشق عليه إكثار الصوم كما ذكره في أول الحديث. فأما من لم يشق عليه فصوم جميعها فضيلة.
ثالثا - عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" [رواه النسائي وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/247)].
ووجه الدلالة من الحديث أن الناس كانوا يهتمون بصوم رجب، ويهملون شعبان، ويصومون رمضان، مما يعني أن صوم رجب مندوب إليه، وكان معلوماً لديهم.
قال الشوكاني في "نيل الأوطار" (4/291): ظاهر قوله في حديث أسامة: "إن شعبان شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان أنه يستحب صوم رجب؛ لأن الظاهر أن المراد أنهم يغفلون عن تعظيم شعبان بالصوم كما يعظمون رمضان ورجبا به".
رابعا - وردت بعض الأحاديث تصرح بفضل صوم رجب، وهي وإن كانت ضعيفة فإن الحديث الضعيف يعمل به في الفضائل.
خامسا - ورد عن عدد من الصحابة أنه كان يصوم الأشهر الحرم منهم الحسن وابن عمر وغيرهما. [انظر: مصنف ابن أبي شيبة (2/457)، مصنف عبد الرزاق(292/4)].
سادسا - ما رواه ابن ماجه عن ابن عباس أن "النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام رجب"؛ فهو حديث ضعيف. قال ابن تيمية، كما في "الفتاوى الكبرى" (2/479): "وقد روى ابن ماجه في سننه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن صوم رجب، وفي إسناده نظر".
وعليه فإن الصيام في رجب مستحب مندوب إليه لما ذكرنا من الأدلة.
س2: هل هناك صلاة في رجب تصلى في أول جمعة تسمى "صلاة الرغائب"؟
بعض الناس يصلي في أول جمعة من رجب صلاة تسمى صلاة الرغائب على اعتبار أنها سنة، والصحيح أنها بدعة لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء بخصوص ذلك.
قال ابن عابدين في حاشية "رد المحتار" (2/27): "مطلب في صلاة الرغائب قال في "البحر": ومن هنا يعلم كراهة الاجتماع على صلاة الرغائب التي تفعل في رجب أو في أول جمعة منه، وإنها بدعة، وما يحتاله أهل الروم من نذرها لتخرج عن النفل والكراهة، فباطل.
قلت: وصرح بذلك في البزازية كما سيذكره الشارح آخر الباب، وقد بسط الكلام عليها شارحا المنية، وصرحا بأن ما روي فيها باطل موضوع، وبسطا الكلام فيها، خصوصا في الحلية، وللعلامة، نور الدين المقدسي فيها تصنيف حسن سماه (ردع الراغب عن صلاة الرغائب) أحاط فيه بغالب كلام المتقدمين والمتأخرين من علماء المذاهب الأربعة".
ولم يرد أيضا فضل خاص للعمرة في رجب عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال في حاشية رد المحتار (2/520): "نقل بعضهم عن الملا علي في رسالته المسماة: الأدب في رجب أن كون العمرة في رجب سنة بأن فعلها عليه الصلاة والسلام أو أمر بها لم يثبت، نعم روي أن ابن الزبير لما فرغ من تجديد بناء الكعبة قبيل سبعة وعشرين من رجب نحر إبلا وذبح قرابين وأمر أهل مكة أن يعتمروا حينئذ شكر الله تعالى على ذلك، ولا شك أن فعل الصحابة حجة وما رآه المسملون حسنا فهو عند الله حسن، فهذا وجه تخصيص أهل مكة العمرة بشهر رجب".
 
والله تعالى أعلم
المجلس الإسلامي للإفتاء
10 رجب 1430هـ الموافق 3/7/2009م