المجلس الإسلامي للإفتاء-الداخل الفلسطيني 48
الرئيسية
بنك الفتاوى
الأسئلة والأجوبة
سؤال جديد
من نحن
اتصل بنا
ابحث في بنك الفتاوى
عنْ أَبي أَيوبِ رضي الله عنه، أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضانَ ثُمَّ أَتَبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كانَ كصِيَامِ الدَّهْرِ رواهُ مُسْلِمٌ.
الأقسام
حديث اليوم
قال مفضل بن يونس : رأيت أخا بني الحارث محمد بن النضر اليوم كئيبا (1) حزينا ، فقلت : ما شأنك ؟ وما أمرك ؟ قال : « مضت الليلة من عمري ولم اكتسب فيها لنفسي شيئا ، ويمضي اليوم أيضا ولا أراني أكتسب فيه شيئا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون » __________ (1) الكآبة : تغيُّر النَّفْس بالانكسار من شدّة الهمِّ والحُزن
فتوى اليوم
حكمة اليوم
قال النبيَّ صلى الله عليه وسلم:( إِنَّ كذِبًا عليّ ليس ككذِبٍ على أحدٍ، مَن كَذَبَ عليَّ مُتعمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ منَ النار) . متفق عليه
حكمة اليوم
فيسبوك
تويتر
هل سيكون لزوجتي حور عين من الرجال مثلما سيكون لي حور عين من النساء؟ ام ستكون زوجتي لي وحدي؟
تاريخ: 24/3/21
عدد المشاهدات: 3413
رقم السؤال: 23641

بسم الله الرّحمن الرّحيم 

الحمد لله والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد رسول الله ، وبعد : 


لم يثبت بدليل في الكتاب أو السّنة النّبوية بأنّ هنالك حور عين من الرّجال وإنّما الثّابت أنّ هنالك حور عين من النّساء لذا لا يجوز أن يقال هنالك حور عين من الرّجال بلا دليل شرعيّ لأنّ هذه أمور غيبية لا يجوز اثباتها إلاّ بالدّليل الشّرعي من الكتاب أو السّنة المطهرة وقد حذّر الله تعالى من التقول عليه بلا دليل  فقال جلّ شأنه وتبارك اسمه مخبراً نبيه صلّى الله عليه وسلّم :  
( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) الأعراف /33.

ثمّ واعلم أخي / أختي السّائل /ة  أنّ نساء أهل الدّنيا في الآخرة على أقسام : 

القسم الأول : أن تكون متزوجة  في الدّنيا وهي وزوجها من أهل الجنة ففي هذه الحالة يكون زوجها معها في الجنة  بل ويرفع الأعلى منهم مرتبة الأدنى مرتبة . 

قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ، جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ، سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) ( سورة الرعد / 22 - 24 ) .


وقال تعالى أيضا : ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ( سورة غافر /8 ) . 

قال ابن كثير رحمه الله تعالى : " وقوله : ( وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ) أي : يجمع بينهم وبين أحبابهم فيها ؛ من الآباء والأهلين والأبناء ، ممن هو صالح لدخول الجنة من المؤمنين ؛ لتقرّ أعينهم بهم ، حتى إنه ترفع درجة الأدنى إلى درجة الأعلى ، من غير تنقيص للأعلى عن درجته ، بل امتنانًا من الله وإحسانا " انتهى من " تفسير القرآن العظيم " (8/136) .

واستدل بعضهم بقوله تعالى : ( ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ) الزخرف / 70 . 

ثانياً : ألاّ تكون ذات زوج  في الدّنيا  وهي من أهل الجنة أو تكون متزوجة في الدّنيا  وهي في الجنة ولكنّ زوجها في النّار والعياذ بالله تعالى فهذه لم يرد نصّ صريح  بشأنها ولكن ورد بعض الاجتهادات لأهل العلم منها : أنّ الله تعالى  يزوّجهنّ  لمن شاء من رجال  من أهل الجنة ( انظر : روح المعاني ، للألوسي ،  25/136 )


فالمرأة إذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج  أو كان زوجها ليس من أهل الجنة : فإنها إذا دخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال ، وهم -أعني من لم يتزوجوا من الرجال- لهم زوجات من الحور ، ولهم زوجات من أهل الدنيا إذا شاءوا واشتهت ذلك أنفسهم. 

وكذلك نقول بالنسبة للمرأة إذا لم تكن ذات زوج ، أو كانت ذات زوج في الدنيا ولكنه لم يدخل معها الجنة  أنها إذا اشتهت أن تتزوج : فلا بد أن يكون لها ما تشتهيه ، لعموم قوله سبحانه وتعالى :  ( وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )  . انظر : (  مجموع فتاوى ومسائل ابن عثيمين " ( 2 / 52 ) 

القسم الثالث : وهي التّي تزوجت في الدّنيا أكثر من زوج بسبب وفاة زوجها  وكلّ أزواجها من أهل الجنة ، فهذه المرأة قد اختلف العلماء في أمرها في الآخرة  ، فبعضهم قال : إنها تخير بينهم ، وتختار من كان أحسن خُلقاً .
وبعضهم قال : تكون لآخر أزواجها في الدنيا ، وهذا القول الأقوى والله تعالى أعلم وذلك لما جاء في الحديث الصّحيح  عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( المَرْأَةُ لِآخِرِ أَزْوَاجِهَا ) 

وختاماً : إنّ ممّا يجب اعتقاده أنّه :  يثبت للنساء أجر عملهن الصالح ، وجزاء سعيهن ، كما يثبت للرجال ، 
 وأنّ للمرء في الجنة ما يشتهي، ولكنّه لن يشتهي شيئًا لم يجعله الله له في الجنة، وهو مع ذلك في نعيم مقيم وتام  وقانع بما آتاه ربّه لا يحسد غيره على ما آتاه الله من فضله  وذلك لأنّه قد  نزع ما في قلوبهم من غلّ وحسد . 

والله تعالى أعلم 

د. مشهور فوّاز 

رئيس المجلس الاسلامي للافتاء