الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

قال تعالى : { إنما الصدقات للفقراء ¡ والمساكين ¡ والعاملين عليها ¡ والمؤلفة قلوبهم ¡ وفي الرقاب ¡ والغارمين ¡ وفي سبيل الله ¡ وابن السبيل فريضةً من الله والله عليم حكيم } . [التوبة-60]
فلا يجوز صرف الزكاة للصندوق المالي بدليل قوله تعالى { وفي سبيل الله } . لأن سبيل الله في الآية هو الغزو .
[وهذا ما ذهب إليه الشافعية ¡ والحنابلة ¡ والحنفية ¡ والمالكية ¡ والظاهرية . وقال به الإمام الطبري ¡ والقرطبي ¡ والشوكاني ¡ وسفيان الثوري ¡ وأبو عبيد . وهو قول عامة المفسرين وجماهير العلماء الأقدمين حتى لا يكاد يعرف لهم مخالف بعينه . ورجح هذا الاتجاه عدد من المعاصرين] .
الأدلة :
1 - السبيل عند الإطلاق هو الغزو . دل على ذلك آيات وأحاديث كثيرة . قال الإمام مالك رحمه الله : "سبل الله كثيرة ¡ ولكني لا أعلم خلافاً في أن المراد بسبيل الله هاهنا الغزو" .
2 - لو كان { سبيل الله } يشمل أبواب الخير لما كانت فائدة من ذكر بقية الأصناف في الآية ¡ لأن سبيل الله في هذا الفهم تشمل الجميع ووفق هذا الفهم تتضمن الآية تكراراً لا فائدة فيه وهذا مما ينزه عنه القرآن الكريم .
ملاحظات :
1 - الزكاة من العبادات والاحتياط في العبادات مطلوب .
2 - التوسع في مفهوم { في سبيل الله } يؤدي إلى تميع في صرف الزكاة مع فتح الباب للناس وللجان الزكاة إلى ما لا نهاية . فيقع الخطأ في صرف الزكاة كما هو مشاهد وفي هذا من الفساد ما لا يخفى .
3 - أبواب الخير ومرافق الدعوة في الوقت الحاضر ليست بحاجة ماسة .كما أفادنا أمين الصندوق . فهناك التبرعات التي تسد الحاجة الماسة أو تكاد .
في نفس الوقت هناك مصارف شرعية واضحة وهي بحاجة ماسة إلى الزكاة مثل : فقراء الضفة وغزة ¡ وطلبة العلم ¡ والأئمة الفقراء .
5 - لو فرضنا أن هناك مصلحة دعوية هامة تتعطل إذا لم نمدها بأموال الزكاة فهذا أمر آخر ولكل حادث حديث .

والله تعالى أعلم