رجل حصل بينه وبين إحدى بناته المتزوجات سوء تفاهم , مما جعلها تقاطع أبيها , ولا تكلمه , ولكن أمها تعطي ابنتها التي تسكن مع زوجها بعض الحاجات خفية حتى لا يراها زوجها – والد البنت – الذي يقول : من لا يتكلم معي ولا يواصلني لا يأكل من خيراتي .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
كلام الأب كلام صحيح , فلا يجوز للبنت أن تقاطع أباها وتجافيه , ثم تأتي الأم من وراء ظهر الأب وتعطي لابنتها من خيراته ومن ماله وكسبه دون إذنه ... هذا لا يجوز لأمرين :
الأول : ليس للمرأة الحق في التصرف بمال زوجها إلا بإذنه , حتى الصدقة .. لا يجوز لها أن تتصدق إلا بإذنه , فإذا أذن لها إما بالكلام أو بدلالة الحال فبها , وإلا فليس لها أن تفعل خاصة إذا علمت أنه يغضب لهذا , وأنه نهاها أن تفعل , فعندئذ لا يجوز لها أن تخالف وتفعل بماله ما لم يأذن لها به .
الأمر الثاني : إن المرأة بما تفعل من إعطاء ابنتها خفية عن زوجها تبدو كأنها تشجع البنت على مقاطعة الأب .. والمفروض من الأم أن تقف من البنت موقفاً آخر , تبين لها فيه أنها بحاجة إلى أبيها , وينبغي أن تبره ولا تقطعه , وتواصله وتسترضيه , فإن أباها له عليها حق كبير ينبغي أن يعرف وأن يوفى ...
فلو كان هناك أغراب متقاطعون , وجب عليهم أن يتواصلوا حتى يقبلهم الله في عباده الصالحين ويغفر لهم , فكيف بالأقرباء , وكيف بالأب مع ابنته , والبنت مع أبيها ؟ !! ففي الحديث : ( تعرض الأعمال على الله سبحانه وتعالى كل يوم اثنين ويوم خميس , فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً , إلا امرأً كانت بينه وبين أخيه شحناء , فيقول الله تعالى : أخروا هذين حتى يصطلحا ) . فالله يؤخر المغفرة عنهما حتى يتصافيا ويتصالحا لإعادة هذه الصلة , وإعادة المياه إلى مجاريها .
والله تعالى أعلم