بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
الأصل في حكم التداوي أنه مشروع , لما ورد في شأنه في القرآن الكريم والسنة القولية والعملية ولما فيه من حفظ النفس الذي هو أحد المقاصد الكلية من التشريع .
ويختلف باختلاف الأحوال والأشخاص .
فيكون واجباً على الشخص : إذا كان تركه يفضي إلى تلف نفسه ¡ أو أحد أعضائه ¡ أو عجزه ¡ أو كان المرض ينتقل ضرره إلى غيره كالأمراض المعدية .
ويكون مندوباً : إذا كان تركه يؤدي إلى ضعف البدن ولا يترتب عليه ما سبق في الحالة الأولى .
ويكون مباحاً : إذا لم يندرج في الحالتين السابقتين .
ويكون مكروهاً : إذا كان بفعل يخاف منه حدوث مضاعفات أشد من العلة المراد إزالتها
ومما تقتضيه عقيدة المسلم أن المرض والشفاء بيد الله عز وجل وأن التداوي والعلاج أخذ بالأسباب التي أودعها الله تعالى في الكون ¡ وأنه لا يجوز اليأس من روح الله أو رحمته بل ينبغي بقاء الأمل في الشفاء بإذن الله .
وعلى الأطباء وذوي المرض تقوية معنويات المريض ¡ والدأب على رعايته وتخفيف آلامه النفسية والبدنية بصرف النظر عن توقع الشفاء أو عدمه .
ويشترط في العلاج أخذ إذن المريض إذا كان تام الأهلية . فإذا كان عديم الأهلية أو ناقصها يعتبر في ذلك إذن وليه .


والله تعالى أعلى وأعلم