المجلس الإسلامي للإفتاء-الداخل الفلسطيني 48
الرئيسية
بنك الفتاوى
الأسئلة والأجوبة
سؤال جديد
من نحن
اتصل بنا
ابحث في بنك الفتاوى
قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
الأقسام
حديث اليوم
عن علي رضي الله عنه أنه قال : « زين الحديث الصدق ، وأعظم الخطايا عند الله عز وجل اللسان الكذوب ، وشر الندامة ندامة يوم القيامة »
فتوى اليوم
حكمة اليوم
عن أبى سعيد بن سعد بن سنان الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :( لا ضرر و لا ضِرار ) حديث حسن رواه ابن ماجه و الدارقطني و غيرهما مسندا .
حكمة اليوم
فيسبوك
تويتر
صلاة الأوابين
تاريخ: 20/2/10
عدد المشاهدات: 3753
رقم الفتوى: 485

بسم الله الرحمن الرحيم

صلاة الأوابين

 

هل هناك صلاة بين المغرب والعشاء يطلق عليها صلاة الأوابين، وكم عدد ركعاتها، وكيف تؤدى؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الأمين وعلى آله وأصحابه وبعد:

صلاة الأوابين هي الصلاة النافلة التي تصلى بين المغرب والعشاء. و(أوابين) جمع أواب: أي رجاع إلى الله تعالى بالتوبة والاستغفار.

وهي سنة مندوبة عند جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، وتصلى مثنى مثنى كصلاة الليل، ولا تسن فيها الجماعة، وبعض الفقهاء حدها بعدد معين كست ركعات، وعشرين، والصحيح أن للمرء أن يصلي ما شاء، وأقلها ركعتان. [انظر: مجمع الأنهر(1/411)، الفواكه الدواني(2/334)، الإقناع للشربيني(1/108)، كشاف القناع(3/264) ].

وقد ورد في صلاة الأوابين عدد من الأحاديث منها ما هو صحيح ومنها ما هو ضعيف.

من الصحيح ما جاء عن حذيفة رضي الله عنه قال:"أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب فصلى إلى العشاء". [ رواه النسائي بإسناد جيد. وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب(1/143):"صحيح" ].

وعن قتادة عن أنس في قوله تعالى:(كانوا قليلا من الليل ما يهجعون) قال: (كانوا يصلون فيما بين المغرب والعشاء وكذلك (تتجافى جنوبهم عن المضاجع){رواه أبو داود وابن أبي شيبة والحاكم والبيهقي. وإسناده صحيح على شرط الشيخين كما قال الحاكم ووافقه الذهبي}.

وتطلق صلاة الأوابين أيضا على صلاة الضحى. جاء في أسنى المطالب(3/214):"ذَكَرَ الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ صَلَاة الْإِشْرَاقِ هِيَ صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ، وَهِيَ صَلَاةُ الضُّحَى وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِخَبَرِ {لَا يُحَافِظُ عَلَى صَلَاةِ الضُّحَى إلَّا أَوَّابٌ، وَهِيَ صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ} رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَقَالَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ". وجاء في موضع آخر من كتاب أسنى المطالب(3/217):"صَلَاةَ الْأَوَّابِينَ مُشْتَرَكَةٌ بَيْنَ هَذِهِ وَصَلَاةِ الضُّحَى".

وفي الحديث عن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( صلاة الأوابين حين ترمض الفصال ). [ روا ه مسلم ]. فالمراد بصلاة الأوابين في الحديث صلاة الضحى. أي أن أفضل وقت لصلاة الضحى هو حين اشتداد الحر. ووقت الضحى من ارتفاع الشمس قيد رمح بنظر الرائي أي ما يقارب المتر( أي بعد شروق الشمس بـ 15 دقيقة تقريباً ) إلى ما قبل الزوال (أي قبل الظهر بـ 15دقيقة تقريباً )، وَالِاخْتِيَارُ في أداء صلاة الضحى عِنْدَ مُضِيِّ رُبُعِ النَّهَارِ، لِئَلَّا يَخْلُوَ كُلُّ رُبْعٍ مِنْ النَّهَارِ عَنْ عِبَادَةٍ. وتَرْمَضُ بفتح التاء والميم:تحترق. أي: حين تحترق أخفاف الفصال، وهي الصغار من أولاد الإبل، وذلك من شدة حرّ الرّمل. والحديث كناية عن شدة الحر أي أن أكمل وأفضل الضحى عند اشتداد الحر.

{انظر: حاشية ابن عابدين(2/24)، أسنى المطالب(3/208)}.

وبعض المذاهب حدت الضحى بعدد معين كثمان واثنتي عشرة ركعة، والصحيح أن أقل الضحى ركعتان ولا حد لأكثرها، وتصلى مثنى مثنى ولا تسن فيها الجماعة. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَوْصَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَكْعَتَيْ الضُّحَى.{رواه البخاري}. وروت عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعا ويزيد ما شاء الله.{رواه مسلم}.

وروى ابن جرير عن مجاهد قال:"صلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم الضحى يوما ركعتين ثم يوما أربعا ثم يوما ستا ثم يوما ثمانية، ثم ترك يوما".{كنز العمال(4/283).وهو مرسل لكن له شواهد. انظر: إرواء الغليل(2/217)}. وروى أنس بن مالك رضي الله عنه قال:"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى ست ركعات فما تركهن بعد ذلك"{رواه الطبراني في الأوسط. وهو حسن. انظر: إرواء الغليل(2/217)}. وعَنْ أُمِّ هَانِئٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :"صَلَّى فِى بَيْتِهَا عَامَ الْفَتْحِ ثَمَانِىَ رَكَعَاتٍ{واعتبرها الشافعية من الضحى} فِى ثَوْبٍ وَاحِدٍ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ".{رواه البخاري}

وفضل صلاة الضحى عظيم، وقد ورد في ذلك عدد من الأحاديث منها ما جاء عن أَبِى ذَرٍّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ:"يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْىٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى".{رواه مسلم}.

{السلامى: مفاصل البدن، وعددها ثلاثمائة وستون مفصلا؛ لما رواه مسلم:"خلق الإنسان على ستين وثلاثمائة مفصل، ففي كل مفصل صدقة"،أي ينبغي على المسلم أن يتصدق في كل يوم 360 صدقة على عدد مفاصله، وأنواع الصدقات كثيرة كما جاء في الحديث، ويجزئ عن ذلك كله ركعتا الضحى}.

وقال صلى الله عليه وسلم:"من حافظ على شفعة الضحى، غفرت له ذنوبه، وإن كان مثل زبد البحر".{رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد. وهو ضعيف}. أي من حافظ على أداء صلاة الضحى غفرت ذنوبه الصغائر ولو كانت كثيرة مثل زبد البحر.

جاء في مشكاة المصابيح(4/705):"والمراد بشفعة الضحى ركعتا الضحى. قال الجزري في النهاية: من الشفع الزوج، ويروى بالفتح والضم، كالغَرفة والغُرفة".

 

والله تعالى أعلم

المجلس الإسلامي للإفتاء

26صفر1431ه الموافق11/2/2010م