السلام عليكم ورحمة الله.. أود أن اطرح مشكلة بيني وبين زوجي, ولطالما عانيت منها منذ ايام الخطوبة. المشكلة أن زوجي الذي بعتبر متدين ومن أبناء الدعوة, يتكلم مع الفتيات عبر الانترنت, ولطالما وضحت له الحكم في ذلك ورفضي, ولكنه يبرر انه لا يقع في الخطأ بحديثه معهم. وللتوضيح أكثر, فانه ينتحل لقب اسلامي في المجموعة التي يشارك فيها على الفيسبوك, ومثلا يعلق بكلام فارغ ولا حاجة له عند الفتيات, ويتم بينهم كلام تافه, لا مبرر لأن يكون..فما شأن تلك الفتاة بأن تسأله عن حاله, أو يمازحها وتمازحه, والالفة والود ظاهر بينهم؟؟؟! وما يمقتني اكثر أن النقاشات المتجاوزة للحدود تكون في موضوعات تافهة مثل أكلة أعجب بها لديها, وحتى نقاشات في امور الدين!!!! أحاول اقناعه ان ما يقوم به يتم فيه التجاوز لضوابط العلاقة بين الجنسين, ولكنه يتجاهل الامر وكأنه أمر طبيعي, مع انني وضحت له مبدأئي منذ الخطوبة. المشكلة الاكبر اليوم, انه ينشغل بهذه الاحاديث في وقت ومكان شغله(وهو يعمل في مؤسسة اسلامية), واقول له انه بذلك يطعمنا حراما, ولكنه كذلك لا يقتنع ولا يلاقي للموضوع اهتمام. ارجو التوضيح الشافي, في هذه المسألة والمباشر, حتى افحم زوجي في هذه المسألة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
يجوز التحدث مع المرأة الأجنبية إذا دعت الحاجة لذلك، كحاجة البيع والشراء وطلب العلم والمعرفة ونحو ذلك.. شريطة غض البصر الحرام، وأن لا تكون هناك خلوة، وأن لا يتجاوز الكلام قدر الحاجة، وأن لا تكون هناك ريبة وشهوة في قلبيهما أو أحدهما.
أما التساهل في الحديث مع الأجنبيات عبر الانترنت فيما لا حاجة إليه فلا يجوز؛ لأنه غالبا ما يؤدي إلى محظور. وكم بيت خرب ودمر بسبب المراسلات التي بدأت بطيب القلب ثم تحولت إلى غرامية وحصل ما حصل. جاء في فتاوى الشبكة الإسلامية(13/3667):"ليعلم أن التساهل في الكلام مع غير المحارم والتوسع في ذلك لغير حاجة قد يجر إلى الوقوع في كبائر الذنوب، وإن زين الشيطان أول الأمر هذه العلاقات وأظهرها على أنها بريئة وأنها من باب التناصح والتحفيز على فعل الخير كقراءة القران أو الصلاة ونحوها مما ذكرت، وكم جرَّت هذه المحادثات والعلاقات بين الجنسين عبر وسائل الاتصال كالإنترنت من مفاسد كثيرة، وأدت إلى تدمير عفة وعفاف كثير من فتيات المسلمين".
والله تعالى أعلم
د.حسين وليد
الأحد،10جمادى الآخرة1434هـ الموافق21/4/2013م