بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
لا يجوز للمكلف أن يقدم على فعل حتى يعلم حكم الله فيه ¡ فمن باع وجب عليه أن يتعلم ما شرعه الله في البيع ¡ وكذلك الصلاة والطهارة وجميع الأقوال والأفعال وقد حكى : الشافعي ¡ والغزالي الإجماع على ذلك .
- ولذلك كان الجاهل عاصياً بترك العلم الذي هو فرض عين .
فمتى بلغ الإنسان عاقلاً قادراً على أن يعرف الأحكام الشرعية بنفسه أو بسؤال أهل العلم لم يقبل منه الاعتذار بالجهل .
- قال الغزالي رحمه الله : كل عبد في مجاري أحواله في يومه وليلته لا يخلو من وقائع في عبادته ومعاملاته فيلزمه السؤال عن كل ما يقع له من النوادر ويلزمه المبادرة إلى تعلم ما يتوقع وقوعه على القرب غالباً .
- قال ابن القيم رحمه الله : والعبد إذا عزم على فعل أمر فعليه أن يعلم أولاً هل هو طاعة لله أم لا؟
فإن لم يكن طاعة فلا يفعله إلا أن يكون مباحاً يستعين به على الطاعة وحينئذ يصير طاعة , فإذا بان له أنه طاعة فلا يقدم عليه حتى ينظر هل هو معان عليه أم لا ؟ فإن لم يكن معاناً عليه فلا يقدم عليه فيُذِل نفسه , وإن كان معاناً عليه بقي عليه نظر آخر : وهو أن يأتيه من بابه فإن أتاه من غير بابه أضاعه أو فرط فيه أو أفسد منه شيئاً .
والله تعالى أعلى وأعلم