قال لزَوْجَتِه أنْتِ طَالِق وهو في غضَبٍ شديدٍ وَفَقْدِ السَّيطَرَةِ، فهل يَقَعُ الطَّلَاقُ ؟
يقول السائل: في وقتِ غضَبٍ شديدٍ وَفَقْدِ السَّيطَرَةِ على نفسِي، قلتُ لزَوْجَتِي أنْتِ طَالِق، مَعَ العلم أنَّه تمَّ الدُّخُول بِهَا ، فهل يَقَعُ الطَّلَاقُ؟
الجواب : الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصّلاةُ والسّلامُ على سيِّدِنَا محمّدٍ المبعوثِ رحمَةً للعَالَمِينَ ، وَبَعْدُ،
فبدايةً نُؤَكِّدُ أنَّهُ لَا عبرةَ للغَضَبِ، ولَوْ كانَ شديدًا طالَـمَا أنَّ الزَّوْجَ بوعْيِه وإدراكِه، ولدَيْهِ القدرةُ على أنْ يسيطِرَ على ألفَاظِهِ وإرادَتِه، وأمَّا إذَا كانَ الزَّوجُ فاقدًا عقلَه ووعيَه والسيطرةَ على ألفَاظِه وإرادَتِه أثنَاءَ تلفُّظِه بالطَّلاقِ فَلَا يقعُ الطَّلَاقُ، ويجبُ أنْ يتوبَ الزَّوجُ مِنْ هذَا التَّلاعُبِ بألفَاظِ الطَّلاق .
ملاحظاتٌ مــهمَّةٌ:
الملاحظة الأولى : النِّظَام الإجرائيُّ عندَنَا في الإفتاء، لا بُدَّ من استحلافِ الزَّوْجِ أنَّه كان فاقدًا عقلَه ووعيَه والسيطرةً على ألفًاظِه.
الملاحظة الثَّانية : إذا كان الزَّوجُ بوعيِهِ وإدراكِهِ، ولديه القدرَةُ بأنْ يسيطرَ على ألفَاظِه وإرادَتِه، فإنَّ هذه تُحْسَبُ طلقَةً واحدَةً، ويلزَمُه لإرجاعِهَا أنْ يقولَ لهَا: رجَّعْتُكِ لعِصْمَتِي، وذلك قبلَ انتِهَاءِ العِدَّةِ، ويبقى طلقتَانِ إنْ تلفَّظَ بهمَا فَإِنَّها تحرُم عليْه نهائيًّا.
واللهُ تَعَالى أعْلَمُ
المَجْلِسُ الإِسْلاميُّ لِلْإِفْتَاء
29 رجب 1441 ه 24 آذار 2020 م