الحمد لله والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد المبعوث رحمة للعالمين ؛ وبعد:
الحجاج الكرام:
بعد أن وفقكم الله تعالى وقمتم بطواف الإفاضة والسّعي فإنّه في هذه الحالة يتحلل الحاجّ بالحلق أو التقصير وبذلك يمكنه خلع ملابس الإحرام ويباح له كلّ شئ كان محظورًا عدا النّساء وهذا يسمى بالتحلل الأصغر ولو لم يذبح الهدي وهذا مذهب الشّافعيّة.
*ويبقى لأجل التحلل الأكبر رجم العقبة الكبرى ويمتد وقت رجمها إلى ما قبل فجر يوم غد الإثنين* .
ومن كان قد رجم العقبة الكبرى بعد الخروج من مزدلفة وحلق أو قصّر فإنه بذلك يتحلل التحلل الأصغر وبإمكانه خلع ملابس الإحرام ويباح له كلّ شئ كان محظورًا عدا النّساء ويبقى أمامه لأجل التحلل الأكبر طواف الإفاضة والسّعي ولو لم يذبح الهدي وهذا مذهب الشافعية.
*هذا ويجب الليلة المبيت الليلة أي ليلة 11 ذي الحجة بمنى*:
المقصود بالمبيت بمنى أي التواجد بحدود منى ولو خارج الخيمة.
والمقدار الواجب مبيته في منى هو معظم الليل أي النصف ولحظه وهو ما يساوي خمس ساعات تقريبا ؛ وبناء عليه من مكث خمس ساعات في منى ما بين المغرب والفجر فهذا يكفيه وهكذا يكون قد أدّى الواجب شرعًا. وأما المريض والعاجز فبإمكانه توكيل من يرجم عنه ويسقط عنه المبيت بمنى ولا يلزمه شيء وكذلك يجب المبيت بمنى ليلة اليوم الثاني عشر بقدر خمس ساعات ما بين المغرب حتى الفجر علمًا أنّ جمرة العقبة الكبرى خارج حدود منى بينما الجمرة الوسطى تعتبر من حدود منى.
*تنبيه*: *لا ترجم جمار يوم غد الإثنين الموافق 11 ذي الحجة قبل الظهر خاصة وأنك ستعود للمبيت بمنى يوم غد الإثنين؛ ووقت الرجم يوم غد الإثنين يبدأ من الظهر ولا يصح عند الجمهور قبل ذلك ويستمر عند الشافعية إلى ما قبل فجر الثلاثاء*
وأما يوم التعجل وهو يوم الثلاثاء ففيه رخصة للمتعجل أن يبدأ الرجم في هذا اليوم من بعد الفجر إلى ما قبل الغروب أخذا بقول بعض علماء الشافعية وذلك بسبب الازدحام لأنّ الجميع يريد الخروج قبل غروب الشمس ؛ واحذر أن ترجم جمار هذا اليوم أي يوم التعجل قبل الفجر فلا يجوز باتفاق المذاهب الأربعة .
والله تعالى أعلم
المجلس الإسلامي للإفتاء
عنهم:أ.د.مشهور فوّاز رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل الفلسطيني*