الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
تقول السّائلة: خطبني شخص وعقدنا عقدًا شرعيا غير مسجل في الدوائر الرسمية ثم افترقنا دون أن يتلفظ بالطلاق وبعد ذلك ارتبطت بشخص آخر بعقد شرعيّ مسجل في الدوائر الرسمية وحصل زفاف ودخول وإنجاب ؛ فما حكم الزواج الثاني؟ وهل يثبت نسب الأولاد؟ وما المطلوب منّا لتصحيح مسار حياتنا الزوجية؟
الجواب: طالما أنّ العاقد الأول لم يتلفظ بالطّلاق فإنّ العقد الثاني غير صحيح بإجماع العلماء. والمطلوب في هذه الحالة إنشاء عقد زواج جديد كامل الأركان والشروط وذلك بعد أن يتلفظ العاقد الأول بالطلاق. ويجب التوبة إلى الله تعالى والاكثار من الاستغفار والتضرع إلى الله تعالى بقبول بالتوبة بسبب هذه الكبيرة العظيمة ولا عذر في الجهل طالما أنّ هنالك إمكانية بالسؤال والاستفسار من أهل العلم.
ولا يجوز لكما الاستمرار في هذه الحياة الزوجية دون إنشاء عقد زواج جديد لأنّ علاقتكما غير شرعية والاستمرار بهذه العلاقة دون إنشاء عقد زواج جديد يعتبر زنا.
وأما بالنسبة لنسب الأولاد فإنّ النّسب يثبت بناءً على قول الحنفية بثبوت النسب بالعقد الفاسد وهو المعمول به في المحاكم الشرعية في بلادنا.
ملاحظة مهمة جدًا: لا بدّ من تلفظ العاقد الأول بالطلاق قبل إنشاء العقد الجديد .
والله تعالى أعلم
المجلس الإسلامي للإفتاء
عنهم:أ.د.مشهور فواز رئيس المجلس