المجلس الإسلامي للإفتاء-الداخل الفلسطيني 48
الرئيسية
بنك الفتاوى
الأسئلة والأجوبة
سؤال جديد
من نحن
اتصل بنا
ابحث في بنك الفتاوى
عن أنس قال: كان أكثر دعوة يدعو بها رسول الله ﷺ يقول: "اللهم ربنا، آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار".
الأقسام
حديث اليوم
عن عبيد الله بن عمر قال : سأل إنسان القاسم بن محمد عن الغناء ؟ قال : أنهاك عنه ، وأكرهه لك ، قال : أحرام هو ؟ قال : انظر يا ابن أخي إذا ميز الله الحق من الباطل ، في أيهما يجعل الغناء ؟
فتوى اليوم
حكمة اليوم
عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول « صبحكم ومساكم ». ويقول « بعثت أنا والساعة كهاتين ». ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى ويقول « أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ». رواه مسلم
حكمة اليوم
فيسبوك
تويتر
ما حكم تجسس الزوج على زوجته والعكس من خلال المحقق الخاص ؟
تاريخ: 26/9/18
عدد المشاهدات: 23618
رقم الفتوى: 427

ما حكم تجسس الزوج على زوجته والعكس من خلال المحقق الخاص ؟
 
الحمدُ لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه الطّاهرين أجمعين وبعد:
 
الأصل في الحياة الزوجية أن تقوم على العشرة بالمعروف وحسن الظن بالطرف الآخر والبعد عن الشكوك والمظان السيئة؛ لأنه أدعى لدوام الهدوء والاطمئنان في الحياة الزوجية، ومن مقاصد النكاح - فضلا على الذرية التي تتحقق فيها وراثة الأرض- تحصيل الألفة والمودة بين الزوجين، قال  سبحانه وتعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }. [ الروم:21 ].
 
هذا وقد ثبت النّهي عن التجسس بشكل عام في القرآن الكريم  والسّنة المطهرة ،حيث قال الله تعالى في سورة الحجرات : {..وَلَا تَجَسَّسُوا.. }. [ الحجرات:12 ] .
 
وروى الشيخان في صحيحيهما عن النبي صلّى الله عليه وسلّم : ( إيَّاكم والظنّ فإنَّ الظنّ أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ). [ رواه الشيخان واللفظ لمسلم ].
 
 والتحسس بالحاء: الاستماع لحديث القوم، والتجسس بالجيم: البحث عن العورات أو التفتيش عن بواطن الأمور، وأكثر ما يقال في الشرّ، وقيل: التجسس بالجيم: أن تطلب الأخبار الغائبة والأحوال لغيرك فيكون متضمنا معنى الغيبة أيضا، والتحسس بالحاء أن تطلبه لنفسك؛ كما أن فيه النهي عن التباغض الذي يؤدي إليه التجسس غالبا.
 
وبالوقت نفسه حذّر الحديث الشّريف  من مساوئ الظنون الكاذبة ومتاهاتها العمياء، فالغيرة المشروعة مشروطة بألا تساق في تيار الظن الذي يدفع إلى المبالغة في الريبة والتجسس وسوء الظن ومحاولة التعنت في استطلاع بواطن الأمور، فإن ذلك مما يفسد العشرة وينكد الحياة ويؤدي إلى قطع الصلة، وذلك يبغضه الله ويكرهه، فلا أفضل من إشعار الرجل زوجته بالثقة والتحاشي عما يخدشها.
 
ومن النماذج التطبيقية الدالة على حسن الظّن بالزوجة  ما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ، وَإِنِّي أَنْكَرْتُهُ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟" قَالَ:نَعَمْ. قَالَ:"فَمَا أَلْوَانُهَا؟" قَالَ: حُمْرٌ. قَالَ:"هَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ؟" قَالَ: إِنَّ فِيهَا لَوُرْقًا. قَالَ:"فَأَنَّى تُرَى ذَلِكَ جَاءَهَا؟" قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِرْقٌ نَزَعَهَا. قَالَ:"وَلَعَلَّ هَذَا عِرْقٌ نَزَعَهُ"{متفق عليه}.
 
لذا وبناءً على ما سبق : يحرم تجسس الزوج على زوجته بنفسه أو عن طريق محقق خاص، والمرأة مثل الرجل في الحكم ، وفي حال وجود قرائن تورث الشك والظّن في الزّوجة هنالك بدائل عن المحقق الخاص وهو مبدأ التحكيم الشّرعي ولإصلاح وتوسط أهل الخير  فإن ضاقت الأمور عن حلول شرعية فقد أباح الإسلام الفراق بإحسان .
 
والله تعالى اعلم
4 جمادى الآخرة 1430هـ الموافق 28/5/2009م