المجلس الإسلامي للإفتاء-الداخل الفلسطيني 48
الرئيسية
بنك الفتاوى
الأسئلة والأجوبة
سؤال جديد
من نحن
اتصل بنا
ابحث في بنك الفتاوى
عنْ أَبي أَيوبِ رضي الله عنه، أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضانَ ثُمَّ أَتَبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كانَ كصِيَامِ الدَّهْرِ رواهُ مُسْلِمٌ.
الأقسام
حديث اليوم
عن عبد الرحمن بن زبيد اليامي ، قال : « ليس من يوم إلا وهو ينادي : أنا يوم جديد ، وأنا عليكم شهيد ، ابن آدم إني لن أمر بك أبدا ، فاعمل في خيرا »
فتوى اليوم
حكمة اليوم
‏عن ‏ ‏علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏ ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏نهى عن ‏ ‏متعة النساء ‏ ‏يوم ‏ ‏خيبر ‏ ‏وعن لحوم الحمر الإنسية . رواه مسلم
حكمة اليوم
فيسبوك
تويتر
حكم الترتيل
تاريخ: 7/7/11
عدد المشاهدات: 5800
رقم الفتوى: 558

بسم الله الرحمن الرحيم

حكم الترتيل

س: ما حكم الترتيل؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الأمين وعلى آله وأصحابه الطاهرين وبعد:

الترتيل اصطلاحا: قراءة القرآن باطمئنان وتؤدة، مع تدبر المعاني وإخراج كل حرف من مخرجه، مع إعطائه حقه ومستحقه مع غير عجلة تخل بأحكام التجويد؛ فـ(التَّرْتِيل) ضِد (الاسْتِعْجَال). وعن علي في قوله تعالى :"ورتل القرآن ترتيلا"{المزمل:4}. قال:"الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف".

{انظر: الإتقان في علوم القرآن(1/221)، البرهان في علوم القرآن(1/449)}.

ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى استحباب ترتيل القرآن.

قال السيوطي في الإتقان (1/282):"يسن الترتيل في قراءة القرآن، قال تعالى: { ورتل القرآن ترتيلا }".

{انظر: البيان والتحصيل(17/498)، منح الجليل(2/65)، أسنى المطالب(1/63)، المجموع(2/165)، الشرح الكبير(1/526)، كشاف القناع(3/280)، الإتقان في علوم القرآن(1/221)، البرهان في علوم القرآن(1/449)}

 ودليل السنية نزول القرآن على سبعة أحرف وتعدد القراءات ووجوهها.

وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ). [ رواه ابن ماجة برقم (135)، وصححه الألباني ].

فلفظة أحب تدل على الاستحباب.

كما أن النبي صلى الله عليه وسلم مدح الذي يتعتع بالقرآن، ومعلوم أن الذي يتعتع لا بد أن يلحن اللحن الجلي فضلا عن الخفي ولو كان الترتيل واجبا لما مدحه النبي صلى الله عليه وسلم. فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أجْرَانِ"{متفقٌ عَلَيْهِ}.

والأمر الوارد في قوله تعالى:{ورتل القرآن ترتيلا}المزمل:4. محمول على الاستحباب لا الوجوب جمعا بين النصوص الواردة في الباب. وإذا قلنا بالوجوب فهو حكم خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الآية وردت في سياق خصائصه، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمْ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا}المزمل:1-4.

ثم إن القول بالوجوب يحمل الأمة وزرا عظيما، فغالب الأمة لا تقرأ بالترتيل ووفق أحكام وقواعد التجويد.

وليس هذا تقليل من قيمة علم التجويد بل بيان للحكم الشرعي، وينبغي للمسلمين أن يحافظوا على سنة الترتيل وتجويد القرآن وعدم تركها للأحاديث الواردة في فضيلتها وأن يقدموا في الإمامة العالم القارئ وفي حال عدم وجود العالم يقدم القارئ المتقن لأحكام التجويد.

والأحاديث الواردة في فضل القراءة بالترتيل كثيرة منها ما جاء عن أَبي هريرة -رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، يقول:"مَا أَذِنَ اللهُ لِشَيءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ". [ متفقٌ عَلَيْهِ ]. مَعْنَى(أَذِنَ الله): أي اسْتَمَعَ، وَهُوَ إشَارَةٌ إِلَى الرِّضَا والقَبولِ. وعن أَبي موسى الأَشعري -رضي الله عنه-: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- ، قَالَ لَهُ:"لَقدْ أُوتِيتَ مِزْمَاراً مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ"{متفقٌ عَلَيْهِ}. وفي رواية لمسلمٍ: أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ لَهُ:"لَوْ رَأيْتَنِي وَأنَا أسْتَمِعُ لِقِراءتِكَ الْبَارِحَةَ". وعن البَراءِ بنِ عازِبٍ رضي اللهُ عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَرَأَ فِي الْعِشَاءِ بالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ، فَمَا سَمِعْتُ أحَداً أحْسَنَ صَوْتاً مِنْهُ".{متفقٌ عَلَيْهِ}. وعن أَبي لُبَابَةَ بشير بن عبد المنذر - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ:"مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ فَلَيْسَ مِنَّا"{رواه أَبُو داود بإسنادٍ جيدٍ}. معنى (يَتَغَنَّى ): يُحَسِّنُ صَوْتَهُ بِالقُرْآنِ. وعن ابن مسعودٍ - رضي الله عنه - ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:"اقْرَأْ عَلَيَّ القُرْآنَ"، فقلتُ: يَا رسولَ الله، أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟! قَالَ:"إنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي" فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ، حَتَّى جِئْتُ إِلَى هذِهِ الآية: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيداً} قَالَ:"حَسْبُكَ الآنَ" فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَإذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ". {متفقٌ عَلَيْهِ}.

 

 

والله تعالى أعلم

المجلس الإسلامي للإفتاء

3 شعبان 1432هـ الموافق4/7/2011م