بسم الله الرحمن الرحيم
مصافحة الأسير المحرر لقراباته عند الإفراج
ما حكم مصافحة الأسير المحرر لقراباته عند الإفراج؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
تحرم مصافحة المرأة الأجنبية في أي حال ومناسبة باتفاق أهل العلم، والأجنبية هي كل امرأة يجوز الزواج منها كابنة العم والعمة وابنة الخال والخالة...
ومن أدلة التحريم:
- ما جاء عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم:"لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له"{أخرجه الطبراني. قال الألباني: صحيح}.
- وقالت عائشة رضي الله عنها:"لا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط غير أنه يبايعهن بالكلام"{متفق عليه}.
- وقال صلى الله عليه وسلم:"إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة". {أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة ومالك وأحمد. قال الترمذي:حديث حسن صحيح}.
- قال الصابوني في روائع البيان:"...لا يصافح النساء ويكتفي بالكلام في مبايعتهن، مع أن أمر البيعة أمر عظيم الشأن فكيف يباح لغيره من الرجال مصافحة النساء مع أن الشهوة فيهم غالبة؟ والفتنة غير مأمونة، والشيطان يجري فيهم مجرى الدم؟ وكيف يزعم بعض الناس أن مصافحة النساء غير محرمة في الشريعة الإسلامية !!!(سبحانك هذا ببهتان عظيم)".
- وقال الدكتور البوطي في فقه السيرة:"...علمت مما ذكرناه كيفية بيعة النبي صلى الله عليه وسلم للنساء أن مبايعتهن إنما كانت بالكلام فقط من غير أخذ الكف، وذلك على خلاف بيعة الرجال. فدل ذلك على أنه لا يجوز ملامسة الرجل بشرة امرأة أجنبية عنه ولا أعلم خلافاً في ذلك عند العلماء المسلمين، اللهم إلا أن تدعو إلى ذلك ضرورة كتطبيب، وفصد، وقلع ضرس ونحو ذلك وليس من الضرورة شيوع العرف بمصافحة النساء كما قد يتوهم بعض الناس".
{انظر: فتاوى المجلس الإسلامي للافتاء(1/124)، البناية(9/250–251)، وبدائع الصنائع(5/123)، ومغني المحتاج(3/132)، وكشاف القناع(5/15)}.
والله تعالى أعلم
25 جمادى الآخرة1430هـ الموافق 18/6/2009م