المجلس الإسلامي للإفتاء-الداخل الفلسطيني 48
الرئيسية
بنك الفتاوى
الأسئلة والأجوبة
سؤال جديد
من نحن
اتصل بنا
ابحث في بنك الفتاوى
قال عز وجل في سورة التوية: "يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" الآية 32
الأقسام
حديث اليوم
عن الحسن بن علي ، قال : « أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نلبس أجود ما نجد وأن نضحي بأسمن ما نجد »
فتوى اليوم
حكمة اليوم
عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يكفّر اللّه عنه كلّ سيّئة كان زلفها وكان بعد ذلك القصاص: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسّيّئة بمثلها، إلّا أن يتجاوز اللّه عنها». زلفها: أي اقترفها وفعلها. البخاري- الفتح 1 (41) واللفظ له، ومسلم (129).
حكمة اليوم
فيسبوك
تويتر
السلام عليكم اريد فتوى بالصيام انا عملي شاق وخاصة بالصيف تكون درجات الحراره مرتفعه واحتاج ان اشرب كثير من الماء
هل يجوز ان افطر بسبب ظروف عملي الصعب في ايام شهر رمضان واخرج كفارة صيام عن كل يوم افطر فيه ؟ اثابكم الله خيرا
تاريخ: 2/7/14
عدد المشاهدات: 3923
رقم السؤال: 14910
لا شك أنّ أشدّ النّاس تكبداً لمشقة الصّيام هم عمّال العمّار ونحوهم من أصحاب الأعمال الشاقة كالخبّاز والحدّاد وغيرهم  ممّن يعملون تحت حرارة الشمس الحارقة .
وممّا لا يمتري به اثنان أنّ الحرج والعنت منفيان عن أحكام الشريعة الإسلامية ، فقاعدة : " المشقة تجلب تيسير " هي قاسم مشترك لجميع أبواب وفروع ومسائل الفقه .
إلاّ أنّ لهذه القاعدة ضوابطها وشروطها التّي يغفل عنها كثير من النّاس لدى تطبيقها ، وهذا ما نراه أثراً واقعاً ملموساً على مستوى العمّال في شهر رمضان المبارك ، حيث يخرج جمع كبير من العمّال وهم مفطرون من بيوتهم وبأيديهم السجائر وفناجين القهوة ، تحت ذريعة أنّ هنالك ثمة رخصة فقهية لهم بالإفطار لكونهم عمّال  ويجدون مشقة وحرجاً بالصيام !!
ولضبط هذه المسألة ووضعها في الميزان الشرعي الصحيح نقول :
 
يجب على المسلم أن يعظّم حرمة شهر رمضان وأن يجتهد بأن يستثمر أوقاته بالطاعات والقربات وأن يحتاط بألاّ يفوّت على نفسه أداء هذا الركن العظيم الذي يعتبر أحد دعائم الإسلام الخمس ، فإن فرّط بذلك متعمّداً بغير عذر مشروع فقد أتى بكبيرة عظيمة وفوّت على نفسه أجراً وفيراً لو صام الدّهر كلّه ما حصّل أجر ما فاته ، وبناءً على ذلك نقول للأخوة العمّال – أصحاب الأعمال الشاقة – كالبناء ونحوه إن أمكنك التعطيل في شهر رمضان وكان التعطيل لا يضر بكسبك ولا بعملك وكانت ظروفك المادية تسمح بذلك فالأصل أن تعطّل حرمة لشهر رمضان ، وأمّا إن لم يمكنك التعطيل بسبب ظروفك المادية القاسية أو خشيت أن تفقد بذلك عملك ، فإنّه يلزمك أن تخرج من البيت وأن صائم ويحرم عليك الخروج من البيت مفطرا ، ويجب عليك أن تبدأ العمل وأنت صائم ، فإن وجدت أثناء العمل مشقة شديدة فوق القدرة والتحمّل بحيث وصلت إلى حالة إرهاق شديد كأن خشيت على نفسك الإغماء مثلا أو الضرر فيرخص لك بالإفطار شريطة ألا تجاهر وأن تأكل قدر حاجتك وشريطة أن تقضي بعد رمضان وهذا قول جمهور الفقهاء  .
 
هذا وإنّني أتوجه إلى الأخوة المقاولين بتخفيض ساعات العمل في نهار رمضان والبدء مبكراً كي يتمكن العمّال من الصيام ، كما وأنّني أحذّر الأخوة العمّال من التهاون بالإفطار واستغلال هذه الفتوى وعدم الإلتفات إلى شروطها وقيودها كما بلغني عن بعض الإخوة الثقات ، فالفتوى كما سبق ليست على إطلاقها وعمومها ، فمن أخذها على إطلاقها فليتحمّل الوزر في الدّنيا والآخرة ، وليتحمّل وزر الكذب علينا وعلى الشرع والدّين .
 
كما نوصي الأخوة أصحاب الأعمال الحرة أي من ليس أجيراً كالنّجار والحدّاد بأن ينظّم وقت عمله في الساعات المبكرة بعد الفجر مثلا أو في ساعات الليل المتأخرة عن أمكنه ذلك .
والله تعالى أعلم
د.مشهور فوّاز