أيهما تُقدَّم الصّلاة الفائتة أم الحاضرة؟
الحمدُ لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد المبعوث رحمةً للعالمين ؛ وبعد :
تصوير المسألة : شخص فاتته صلاة الظهر مثلاً وأراد أن يصلّي العصر فبإيّهما يبدأ بالظهر أم العصر ؟
بدايةً نؤكّد على أنّه يجب على المسلم أن يحرص على أداء الصّلاة في وقتها ولا يتهاون بالتأخير عن الوقت المشروع لأنّ هذا يعتبر كبيرة من الكبائر .
قال تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً} [سورة النساء: آية 103]
قال الله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ " {المنافقون: 9}
فإذا فاتت المسلم صلاة مفروضة بغير عذر شرعيّ فإنّه يأثم وعليه أن يبادر بالتوبة والقضاء .
وفي هذه الحالة يستحب قضاء الفائتة أولاً ثم أداء الحاضرة وهذا مذهب الشافعية إلاّ إذا ضاق الوقت بحيث لم يبق من الوقت ما يتسع للفائتة والحاضرة معاً ففي هذه تقدّم الحاضرة كي لا تتعلق بذمته فائتتان .
ومثال ذلك : شخص فاتته صلاة الظهر مثلاً وبقي لوقت العصر مقدار يسير من الوقت فتغرب الشمس ويدخل وقت صلاة المغرب فإنّه في هذه الحالة يستحب أن يدرك الحاضرة وهي العصر أولاً ثمّ يصلّي الفائتة .
- ملاحظة : إذا دخل شخص المسجد ووجد الامام قد شرع في الحاضرة فإنّه يوافق الامام في نيته ليكسب ثواب الجماعة ثمّ يقضي الفائتة .
والله تعالى أعلم
المجلس الإسلامي للافتاء
عنهم د : مشهور فوّاز رئيس المجلس.
5 ربيع الثاني 1441 ه
2.12.2019 م