المجلس الإسلامي للإفتاء-الداخل الفلسطيني 48
الرئيسية
بنك الفتاوى
الأسئلة والأجوبة
سؤال جديد
من نحن
اتصل بنا
ابحث في بنك الفتاوى
قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
الأقسام
حديث اليوم
عن مجاهد قال : « لو أن المسلم ، لم يصب من أخيه ، إلا أن حياءه منه يمنعه من المعاصي »
فتوى اليوم
حكمة اليوم
عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس " رواه مسلم .
حكمة اليوم
فيسبوك
تويتر
ما هو حكم القراءة من المصحف في الصلاة ?
تاريخ: 10/2/09
عدد المشاهدات: 6693
رقم الفتوى: 218

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
اختلف أهل العلم في هذه المسألة إلى أربعة آراء , فذهب الحنابلة – في رواية عنهم – والحسن البصري إلى التفريق بين صلاة الفرض والنفل , فأجازوا القراءة من المصحف في صلاة النفل بلا كراهة بخلاف صلاة الفرض . أنظر : ( ابن مفلح الحنبلي : الفروع 1/4 , ابن المنجي 1/6 ) .
وقد اختلفت الأدلة وترددت بين النهي والإباحة فجمع الحنابلة بينها على ما مضى .
الأدلة :
1- ثبتت بعض الآثار أن السيدة عائشة رضي الله عنها كان ي}مها عبدها ذكوان من المصحف . قال البخاري في ( صحيحه – باب إمامة العبد والمولى ) : وكانت عائشة يؤمها عبدها ذكوان من المصحف , وقد ذكر ابن حجر العسقلاني في ( الفتح 2/185 ) أن أبا داود وصله من أيوب بن أبي مليكة , ووصله ابن أبي شيبة والشافعي وعبد الرزاق وغيرهم .
2- نقل عبد الرزاق في ( مصنفه – 1/420 رقم 3931 ) أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تقرأ في المصحف ( يعني في الصلاة ) وهذا غير الأثر الوارد في الفرع الأول , إذ الأثر الأول يشير إلى أن عبدها ذكوان هو الذي كان يؤمها وهذا الأثر يشير إلى أنها بنفسها كانت تقرأ من المصحف في الصلاة .
3- ما نقله عبد الرزاق في ( مصنفه – 1/420 رقم 3929 , 3930 ) عن محمد بن شهاب الزهري – رحمه الله – أنه سئل عن رجل يقرأ القرآن في رمضان في المصحف فقال : كان خيارنا يقرأون في المصحف , وهذه الآثار جميعها مما سبيلها النقل لا الرأي لأنها تعبدية , فيكون لها حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
4- قال الشربيني في ( مغني المحتاج – 1/156 ) : " القراءة من المصحف عبادة أضيفت إلى عبادة فلا يبطل " .
5- القراءة من المصحف عمل ليس كثير , فلا تبطل به الصلاة , ولو كان من غير جنس الصلاة فكيف وهو من القرآن . ( النووي – المجموع : 4/95 , وانظر تعليق الشيخ ابن باز على هامش فتح الباري 4/182 , الشربيني – مغني المحتاج : 1/156 ) .
بل قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ما يفيد أن قليل الحركة في الصلاة لا يبطلها , من ذلك ما رواه البخاري في ( صحيحه – كتاب سترة المصلي – 11/191 ) ومسلم في ( صحيحه – كتاب الصلاة – باب منع المار بين يدي المصلي – 4/222) : " أنه أمر المصلي بدفع المار بين يديه " .
ومن ذلك ما رواه أحمد في ( مسنده – 2/232 ) والنسائي في ( سننه – كتاب السهو – باب قتل الحية والعقرب في الصلاة – 2/10 ) وابن ماجة في ( سننه – كتاب إقامة الصلاة – باب قتل الحية والعقرب في الصلاة – 1/39 ) : " أنه صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الأسودين : الحية والعقرب في الصلاة " , وذكر ابن مفلح في ( الفروع 2/9 ) : " أنه صلى الله عليه وسلم حمل أمامة بنت أبي العاص في الصلاة فكان إذا سجد وضعها وإذا قام رفعها " .
6- عموم الحديث في المساجد : ( إنما بنيت لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن ) . [ رواه البخاري ] .
وهذا الحديث عام في أن المساجد بنيت لذكر الله , والصلاة , وقراءة القرآن , فلا دليل إذن على ما يمنع أن يقرأ القرآن في الصلاة ولو من المصحف .
7- قوله تعالى : { ... ويذكر فيها اسمه ... } . [ النور : 36 ] . قال الزركشي في ( إعلام المساجد ) : " وهذا عام في المصاحف وغيرها " .
وأما ما يدل على كراهة القراءة من المصحف في الفرض ما روى عبد الرزاق في ( مصنفه – 2/419 رقم 3927 ) عن إبراهيم النخعي قال : كانوا يكرهون أن يؤمهم في المصحف , فيتشبهون بأهل الكتاب , ونقل الكاساني في ( البدائع – 1/267 ) , وابن عابدين في ( الحاشية – 1/419 ) أن القراءة من المصحف تشبه بأهل الكتاب .
وبالتوفيق بين الأدلة يمكن القول أن القراءة من المصحف في صلاة النافلة جائزة بلا كراهة بخلاف الفرض .
ووجه التفريق الآثار الواردة , والأدلة التي نقلها المحرّمون بالإضافة إلى أن الحاجة إلى كثير الحفظ في الفريضة غير متحققة بخلاف النافلة لمن اعتاد قيام الليل مثلاً , وقد نقل أيضاً عن السلف أنه يغتفر في النافلة ما لا يغتفر في الفريضة , والحمد لله رب العالمين .

والله تعالى أعلم