المجلس الإسلامي للإفتاء-الداخل الفلسطيني 48
الرئيسية
بنك الفتاوى
الأسئلة والأجوبة
سؤال جديد
من نحن
اتصل بنا
ابحث في بنك الفتاوى
عن أنس قال: كان أكثر دعوة يدعو بها رسول الله ﷺ يقول: "اللهم ربنا، آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار".
الأقسام
حديث اليوم
قال جابر : « هلاك بالرجل يدخل عليه الرجل من إخوانه فيحتقر ما في بيته أن يقدمه ، وهلاك بالقوم أن يحقروا ما قدم إليهم »
فتوى اليوم
حكمة اليوم
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :« أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت وكان للنصارى يوم الأحد فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة فجعل الجمعة والسبت والأحد وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضى لهم قبل الخلائق ». رواه مسلم
حكمة اليوم
فيسبوك
تويتر
ما هو حكم القراءة من المصحف في الصلاة ?
تاريخ: 10/2/09
عدد المشاهدات: 7409
رقم الفتوى: 218

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
اختلف أهل العلم في هذه المسألة إلى أربعة آراء , فذهب الحنابلة – في رواية عنهم – والحسن البصري إلى التفريق بين صلاة الفرض والنفل , فأجازوا القراءة من المصحف في صلاة النفل بلا كراهة بخلاف صلاة الفرض . أنظر : ( ابن مفلح الحنبلي : الفروع 1/4 , ابن المنجي 1/6 ) .
وقد اختلفت الأدلة وترددت بين النهي والإباحة فجمع الحنابلة بينها على ما مضى .
الأدلة :
1- ثبتت بعض الآثار أن السيدة عائشة رضي الله عنها كان ي}مها عبدها ذكوان من المصحف . قال البخاري في ( صحيحه – باب إمامة العبد والمولى ) : وكانت عائشة يؤمها عبدها ذكوان من المصحف , وقد ذكر ابن حجر العسقلاني في ( الفتح 2/185 ) أن أبا داود وصله من أيوب بن أبي مليكة , ووصله ابن أبي شيبة والشافعي وعبد الرزاق وغيرهم .
2- نقل عبد الرزاق في ( مصنفه – 1/420 رقم 3931 ) أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تقرأ في المصحف ( يعني في الصلاة ) وهذا غير الأثر الوارد في الفرع الأول , إذ الأثر الأول يشير إلى أن عبدها ذكوان هو الذي كان يؤمها وهذا الأثر يشير إلى أنها بنفسها كانت تقرأ من المصحف في الصلاة .
3- ما نقله عبد الرزاق في ( مصنفه – 1/420 رقم 3929 , 3930 ) عن محمد بن شهاب الزهري – رحمه الله – أنه سئل عن رجل يقرأ القرآن في رمضان في المصحف فقال : كان خيارنا يقرأون في المصحف , وهذه الآثار جميعها مما سبيلها النقل لا الرأي لأنها تعبدية , فيكون لها حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
4- قال الشربيني في ( مغني المحتاج – 1/156 ) : " القراءة من المصحف عبادة أضيفت إلى عبادة فلا يبطل " .
5- القراءة من المصحف عمل ليس كثير , فلا تبطل به الصلاة , ولو كان من غير جنس الصلاة فكيف وهو من القرآن . ( النووي – المجموع : 4/95 , وانظر تعليق الشيخ ابن باز على هامش فتح الباري 4/182 , الشربيني – مغني المحتاج : 1/156 ) .
بل قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ما يفيد أن قليل الحركة في الصلاة لا يبطلها , من ذلك ما رواه البخاري في ( صحيحه – كتاب سترة المصلي – 11/191 ) ومسلم في ( صحيحه – كتاب الصلاة – باب منع المار بين يدي المصلي – 4/222) : " أنه أمر المصلي بدفع المار بين يديه " .
ومن ذلك ما رواه أحمد في ( مسنده – 2/232 ) والنسائي في ( سننه – كتاب السهو – باب قتل الحية والعقرب في الصلاة – 2/10 ) وابن ماجة في ( سننه – كتاب إقامة الصلاة – باب قتل الحية والعقرب في الصلاة – 1/39 ) : " أنه صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الأسودين : الحية والعقرب في الصلاة " , وذكر ابن مفلح في ( الفروع 2/9 ) : " أنه صلى الله عليه وسلم حمل أمامة بنت أبي العاص في الصلاة فكان إذا سجد وضعها وإذا قام رفعها " .
6- عموم الحديث في المساجد : ( إنما بنيت لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن ) . [ رواه البخاري ] .
وهذا الحديث عام في أن المساجد بنيت لذكر الله , والصلاة , وقراءة القرآن , فلا دليل إذن على ما يمنع أن يقرأ القرآن في الصلاة ولو من المصحف .
7- قوله تعالى : { ... ويذكر فيها اسمه ... } . [ النور : 36 ] . قال الزركشي في ( إعلام المساجد ) : " وهذا عام في المصاحف وغيرها " .
وأما ما يدل على كراهة القراءة من المصحف في الفرض ما روى عبد الرزاق في ( مصنفه – 2/419 رقم 3927 ) عن إبراهيم النخعي قال : كانوا يكرهون أن يؤمهم في المصحف , فيتشبهون بأهل الكتاب , ونقل الكاساني في ( البدائع – 1/267 ) , وابن عابدين في ( الحاشية – 1/419 ) أن القراءة من المصحف تشبه بأهل الكتاب .
وبالتوفيق بين الأدلة يمكن القول أن القراءة من المصحف في صلاة النافلة جائزة بلا كراهة بخلاف الفرض .
ووجه التفريق الآثار الواردة , والأدلة التي نقلها المحرّمون بالإضافة إلى أن الحاجة إلى كثير الحفظ في الفريضة غير متحققة بخلاف النافلة لمن اعتاد قيام الليل مثلاً , وقد نقل أيضاً عن السلف أنه يغتفر في النافلة ما لا يغتفر في الفريضة , والحمد لله رب العالمين .

والله تعالى أعلم