المجلس الإسلامي للإفتاء-الداخل الفلسطيني 48
الرئيسية
بنك الفتاوى
الأسئلة والأجوبة
سؤال جديد
من نحن
اتصل بنا
ابحث في بنك الفتاوى
قال سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى: (أول العلم حُسْنُ الاستماع، ثُمَّ الفَهْمُ، ثُم الحِفْظُ، ثُمّ العملُ، ثُمَّ النّشْرُ.. فإذا استمعَ العبدُ إلى كتاب الله تعالى وسنّة نبيه بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ على ما يُحِبُّ الله تعالى، أَفْهَمَهُ كما يَجِبُ، وجَعَلَ لَهُ في قَلْبِهِ نُوراً)
الأقسام
حديث اليوم
قال الأعمش لرجل : « يا أحمق ، ترى هذا البطن ؟ إن أهنته أكرمك ، وإن أكرمته أهانك »
فتوى اليوم
حكمة اليوم
عن حماد عن أيوب وهشام عن محمد عن عبد الله بن شقيق - قال حماد وأظن أيوب قد سمعه من عبد الله بن شقيق - قال سألت عائشة - رضى الله عنها - عن صوم النبى -صلى الله عليه وسلم- فقالت كان يصوم حتى نقول قد صام قد صام. ويفطر حتى نقول قد أفطر قد أفطر - قالت - وما رأيته صام شهرا كاملا منذ قدم المدينة إلا أن يكون رمضان.رواه مسلم
حكمة اليوم
فيسبوك
تويتر
هل يجوز للمسلم أن يحفر ويعد لنفسه قبراً وهو حي ?
تاريخ: 10/2/09
عدد المشاهدات: 5911
رقم الفتوى: 362

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
قال الله تعالى : { كل نفس ذائقة الموت } . [سورة آل عمران: 185] .
- فذكر الموت والاستعداد له : يدفع المؤمن ليكون صافي الفؤاد وصادق الاعتقاد ¡ منور الباطن كامل الإيمان ¡ سليم القلب خالص الجنان ¡ ولعمري هذا سبيل سلكه الأولون في هذا العالم المحدود ¡ حينما اكتلأت عيونهم وهاموا بأنفسهم إلى المعالي خوفاً وطمعاً¡ فحسنت سيرتهم وصفت سريرتهم¡ ولهجوا بالذكر والإنابة والافتقار إلى الله تعالى والانكسار له .
- فلا غرو إذاً أن تطفح مجالس نبينا صلى الله عليه وسلم بذكر الموت ¡ وما بعده من أهوال مريعة جسام وقوارع شديدة عظام ¡ في يوم عصيب يظهر ويتجلى فيه كل أمر حزيـب ¡ تنـخلع مـن هولـه القلوب ¡ فحينـئـذ ينـزل العـقاب والعـذاب أو يعطى الأجر والثواب .
- يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثروا ذكر هاذم اللذات الموت ) . [ رواه الترمذي وغيره ] .
- ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كنت نهيتكم عـن زيارة القبور فزوروها ¡ فإنها تـزهد في الدنيا وتذكر الآخرة ) . [ رواه ابن ماجه ] .
- عن ابن بريدة¡ عن أبيه¡ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها¡ فإن فـي زيارتها تذكرة ) . [ رواه أبو داود : كتاب الجنائز: باب : في زيارة القبور] .
أما ما يختص بشأن المسألة فيمكن تقسيمها على النحو التالي :
القسم الأول : المسألة في نصوص الفقهاء :
1- جاء في ( شرح فتح القدير ج2 ص149 ) : "... ومن حفر قبراً في مقبرة ليدفن فيه فدفن غيره لا ينبش لكن يضمـن قيمة الحفر " .
2- ذكر الإمام الخطيب الشربيني – رحمه الله تعالى – في ( مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج ج2 ص53 ) : " ... لو حفر شـخص قبراً في مقبرة لم يكن أحق به من ميت آخر يحضر¡ لأنه لا يـدري بـأي أرض يموت ¡ لكـن الأولى أن لا يزاحم عليه " .
القسم الثـاني : ضوابط المسألة :
1. الضابط الأول : الــنـيـة والدلـيـل : قـال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات ...) . [ أخرجه البخاري ] .
2. الضابط الثاني : أن يستوفي القبر شروطه التي نص عليها فقهاؤنا :
مـن حيث مقدار القبر وحجمه طولاً وعرضاً وعمقاً وارتفاعاً¡ لكـيلا تتسرب الرائحة منه¡ ويصـل الحيـوان المفترس للميت والدلـيـل : قـال النبي صلى الله عليه وسلم : ( احفروا وأوسعوا وأعمقوا...) . [ أخرجه أبو داود] .
الضابط الثالث : عـدم الإفراط ويراد بذلك عدم المبالغة في الغدو إلى القبر أو المكث عنده السـاعات الطوال المتـتابعة ¡ أو الأيام والليـالي المتتالية ¡ من غير أن يَعْبَأَ بِـ :
تضييع الفرائض والواجبات كتـرك الجمعة أو تعطيل السنن والمندوبات كمخالطة الناس .
4- الضابط الرابع : تجنب الشبهات وذلك بأن لا يُحدث أية حركة تثير الشبهة أو توحي إليها¡ أو تقع ضمن دائرة الشبهات التي قد تزج به ليلج في المحرمات ¡ كأن يبدأ بتحديق النظر إلى القبر من زواياه الأربع ¡ مع الدوران حوله ¡ فينتهي به الأمر إلى الطواف به ¡ ويكون قد أرسى بهذه الخطوات قدمه في الأحوال الشيطانية والدلـيـل : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (... فمن اتقى الشـبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ...) . [ أخرجه مسـلم ] .
5- الضابط الخامس : عـدم الابتـداع أي ألا ينشأ عبادة خاصة داخل القبر أو خارجه ¡ ولكن يكتفي بقراءة القرآن والتذكر والتفكر والتأمل , ولا يخصص بعض الصلوات المشروعة ( الفرائض والسنن ) عند القبر أو فيه , والدلـيـل : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مـن أحـدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد ) . [ أخرجه البخاري ] .
6- الضابط السادس : عـدم الإيــذاء بحيث ألا يؤذي الأحياء – المحاذين للمقبرة المجاورين لها في السكنى – برفع الصوت سواء كـان بكاءً أو دعاءً أو قراءة للقرآن ¡ خاصة في الليل حيث الهدوء والسكون ¡ وخلع الناس مشاغل النهار بخلودهم إلى الراحة والنوم , والدلـيـل : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ) . [ أخرجه البخاري ] .
نماذج من سيرة السلف والخلف الذين حفروا أو أعدوا لأنفسهم قبوراً :
الإمام أبو محمد بِشر بن منصور الأزدي السليمي البصري , الإمام أبو بكر الفارابي , والإمام أبو محمد عبد الرحيم بن المحدث يحيى بن عبد الرحيم بن المفرج بن مسلمة الأموي الدمشقي الكوافي .
صفوة القول : لا بأس أن يحفر أو يعدَّ المرء لنفسه قبراً قبل موته ¡ شريطة ألا يتجاوز الحدود التي بيناها على هيئة ضوابط .

والله تعالى أعلم