المجلس الإسلامي للإفتاء-الداخل الفلسطيني 48
الرئيسية
بنك الفتاوى
الأسئلة والأجوبة
سؤال جديد
من نحن
اتصل بنا
ابحث في بنك الفتاوى
عنْ أَبي أَيوبِ رضي الله عنه، أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضانَ ثُمَّ أَتَبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كانَ كصِيَامِ الدَّهْرِ رواهُ مُسْلِمٌ.
الأقسام
حديث اليوم
عن سعيد بن المسيب قال : « إن العبد ليرفع بدعاء ولده من بعده »
فتوى اليوم
حكمة اليوم
عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :( لا تحاسدوا ، و لا تناجشوا ، و لا تباغضوا و لا تدابروا ، و لا يبع بعضكم على بيع بعض ، و كونوا عباد الله إخوانا ، السلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله ، و لا يكذبه و لا يحقره ، التقوى ها هنا - و يشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه ). رواه مسلم .
حكمة اليوم
فيسبوك
تويتر
هدي الإسلام عند التثاوب
تاريخ: 11/4/09
عدد المشاهدات: 3020
رقم الفتوى: 419

 

بسم الله الرحمن الرحيم
هدي الإسلام عند التثاوب
 
س: هل تثاوب النبي صلى الله عليه وسلم؟ وما هو هدي الإسلام عند التثاوب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
التثاؤب هو فتح الفم واسعا من غير إرادة، وهو ظاهرة فطرية تعتري الإنسان عن كسل أو نعاس.{انظر: مقال منشور ضمن مجلة الإعجاز الصادرة عن هيئة الاعجاز العلمي في القرآن والسنة المنبثقة عن رابطة العالم الإسلامي، تحت عنوان "لغز التثاؤب" لزهير جميل قزاز، العدد الثامن عشر، ص41}
والتثاوب مكروه؛ لأن الله يكرهه، روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال:"إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ".
قال ابن حجر في الفتح(10/607):"قال الخطابي: معنى المحبة والكراهة فيهما منصرف إلى سببهما، وذلك أن العطاس يكون من خفة البدن وانفتاح المسام وعدم الغاية في الشبع وهو بخلاف التثاؤب فإنه يكون من علة امتلاء البدن وثقله مما يكون ناشئا عن كثرة الأكل والتخليط فيه، والأول يستدعي النشاط للعبادة والثاني على عكسه".
ونسب النبي صلى الله عليه وسلم التثاوب إلى الشيطان، قال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"التَّثَاؤُب مِنْ الشَّيْطَان".
جاء في الفتح الباري(10/611):"قال ابن بطال إضافة التثاؤب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضا والإرادة، أي أن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثائبا لأنها حالة تتغير فيها صورته فيضحك منه. لا أن المراد أن الشيطان فعل التثاؤب. وقال ابن العربي: قد بينا أن كل فعل مكروه نسبه الشرع إلى الشيطان لأنه واسطته، وأن كل فعل حسن نسبه الشرع إلى الملك لأنه واسطته، قال: والتثاؤب من الامتلاء وينشأ عنه التكاسل وذلك بواسطة الشيطان، والعطاس من تقليل الغذاء وينشأ عنه النشاط وذلك بواسطة الملك".
قال النووي في شرحه على الصحيح(9/378):"والتثاؤب يكون غالباً مع ثقل البدن وامتلائه واسترخائه وميله إلى الكسل، وإضافته إلى الشيطان لأنه الذي يدعو إلى الشهوات، والمراد التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك وهو التوسع في المأكل وإكثار الأكل".
ويستحب كظم التثاؤب، قال النووي في شرحه على الصحيح(9/378):"قَالَ الْعُلَمَاء: أُمِرَ بِكَظْمِ التَّثَاوُب وَرَدّه وَوَضْع الْيَد عَلَى الْفَم لِئَلَّا يَبْلُغ الشَّيْطَان مُرَاده مِنْ تَشْوِيه صُورَته، وَدُخُوله فَمه، وَضَحِكَهُ مِنْهُ".
 وفي استحباب الكظم أحاديث كثيرة، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا قال: ها، ضحك الشيطان)، ولفظ مسلم:"فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع"، ولفظ أحمد:"فليرده ما استطاع ولا يقل آه آه، فإن أحدكم إذا فتح فاه فإن الشيطان يضحك منه أو به".
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إذا تثاوب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل"، ولفظ ابن ماجة:"إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه ولا يعوي، فإن الشيطان يضحك منه".
جاء في فتح الباري(10/612):"ولا يعوي"، شبه التثاؤب الذي يسترسل معه بعواء الكلب تنفيرا عنه واستقباحا له فإن الكلب يرفع رأسه ويفتح فاه ويعوي، والمتثائب إذا أفرط في التثاؤب شابهه. ومن هنا تظهر النكتة في كونه يضحك منه، لأنه صيره ملعبة له بتشويه خلقه في تلك الحالة".
 والكظم قد يكون عن طريق التحكم بالفم ومنعه من انفتاحه، وقد يكون بضغط الاسنان على الشفة، وقد يكون بوضع اليد أو الثوب على الفم ونحو ذلك.
ولا فرق في هذا الأمر بين المصلي وغيره، بل يتأكد في حال الصلاة، وقد وردت بعض الأحاديث التي تؤكد كظم التثاؤب في الصلاة، قال ابن العربي:"ينبغي كظم التثاؤب في كل حالة، وإنما خص الصلاة لأنها أولى الأحوال بدفعه لما فيه من الخروج عن اعتدال الهيئة واعوجاج الخلقة".
ومما يؤمر به المتثائب إذا كان في الصلاة أن يمسك عن القراءة حتى يذهب عنه لئلا يتغير نظم قراءته.
ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه لم يتثاوب، قال ابن حجر في الفتح(10/613):"ومن الخصائص النبوية ما أخرجه ابن أبي شيبة والبخاري في "التاريخ" من مرسل يزيد بن الأصم قال:"ما تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم قط"، وأخرج الخطابي من طريق مسلمة بن عبد الملك بن مروان قال:"ما تثاءب نبي قط"، ومسلمة أدرك بعض الصحابة وهو صدوق. ويؤيد ذلك ما ثبت أن التثاؤب من الشيطان. ووقع في "الشفاء لابن سبع" أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يتمطى، لأنه من الشيطان".
والله تعالى أعلم
المجلس الإسلامي للإفتاء
14ربيع الآخر1430 الموافق 9/4/2009