المجلس الإسلامي للإفتاء-الداخل الفلسطيني 48
الرئيسية
بنك الفتاوى
الأسئلة والأجوبة
سؤال جديد
من نحن
اتصل بنا
ابحث في بنك الفتاوى
قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
الأقسام
حديث اليوم
قال أحد الشعراء : « فلا وأبيك ما في العيش خير ...ولا الدنيا إذا ذهب الحياء... يعيش المرء ما استحيا بخير ...ويبقى العود ما بقي اللحاء »
فتوى اليوم
حكمة اليوم
عن أبي ذر رضي الله عنه أن أناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يُصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال: ( أوليس الله جعل لكم ما تصدقون به إن لكم بكل تسبيحة صدقة , وكل تكبيرة صدقة , وكل تحميدة صدقة وكل تهليله صدقة , وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة ,وفي بُضع أحدكم صدقة ) قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال:( أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ).
حكمة اليوم
فيسبوك
تويتر
الدرس قبل الجمعة
تاريخ: 27/1/11
عدد المشاهدات: 3260
رقم الفتوى: 535

بسم الله الرحمن الرحيم

الدرس قبل الجمعة

 

س:هل يجوز اعطاء درس قبل صلاة الجمعة؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الأمين وبعد:

يجوز اعطاء درس قبل صلاة الجمعة وهو من باب التذكير والبيان، كما أنه شيء تنظمي لا يدخل في مفهوم البدعة؛ لأن البدعة ما أحدث وهو مخالف للدين. والدرس قبل الجمعة ليس مخالفا للدين. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول الناس بالموعظة، وكان علماء الصحابة ينتقون بعض الأوقات لتدريس الصحابة والتي لم يعهد عن النبي صلى الله عليه وسلم تخصيصها. فعن شقيق كان عبدالله يذكر الناس في كل خميس فقال: له رجل يا أبا عبد الرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم. قال: أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم وإني أتخولكم بالموعظة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا.{متفق عليه}.

والوقت قبل أذان الجمعة وقت حر للناس يفعلون به ما أرادوا من المباحات، فإذا أقاموا فيه درساً في المسجد لتعليم الناس ووعظهم فقد فعلوا أمراً مستحباً أو مسنوناً أو واجباً على الكفاية.

يقول الشيخ القرضاوي:"الدرس قبل الجمعة، قد تدعو إليه الحاجة، أو توجبـه المصلحــة المتوخاة من ورائه".{موقع القرضاوي}

ودليل جواز اعطاء الدرس قبل الجمعة ما رواه الحاكم في "المستدرك " وصحح سنده ووافقه الذهبي عن عاصم بن محمد عن أبيه قال:"رأيت أبا هريرة رضي الله عنه يخرج يوم الجمعة فيقبض على رمانتي المنبر قائما ويقول: حدثنا أبو القاسم رسول الله الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم . فلا يزال يحدث حتى إذا سمع فتح باب المقصورة لخروج الإمام للصلاة جلس".

وحديث النهي عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة.{رواه الترمذي وحسنه}، فمحمول على أنهم كانوا يتحولقون ويتحدثون مما يؤدي إلى ارتفاع الأصوات وحصول الفوضى في وقت ينبغي أن ينشغلوا بالذكر والصلاة وقراءة القرآن، وليس  في الحديث كراهية الاستماع إلى العلم. ثم إن مدراسة العلم نوع من الذكر بل أفضل الذكر كما نص على ذلك بعض الفقهاء.

جاء في شرح زاد المستقنع للشنقيطي:"قالوا: كانوا في القديم يجلسون أبناء العم أو القبيلة أو الجماعة في ناحية وكانت هذه العادات موجودة في الجاهلية، كانوا إذا جلسوا يجلس كل جماعة إلى من يألفون وإلى من يجالسوه، فيكثر اللغط والحديث".{الموسوعة الشاملة}

ويحتمل أن المراد من الحديث التوجه إلى الإمام وهو على المنبر بالوجوه صفوفا لا بالتحلق حول المنبر. لأن المصلين مأمورون أن يصفوا أثناء الخطبة كصفوف الملائكة لا أن تتحلق كل جماعة على حدة.

{انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود(3/418)، حاشية السيوطي والسندي على سنن النسائي(2/4)}

جاء في بستان الأحبار لمجد الدين بن تيمية(1/347):"أمَّا التَّحَلُّقُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي الْمَسْجِدِ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَحَمَلَ النَّهْيَ عَنْهُ الْجُمْهُورُ عَلَى الْكَرَاهَةِ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ رُبَّمَا قَطَعَ الصُّفُوفَ مَعَ كَوْنِهِمْ مَأْمُورِينَ بِالتَّبْكِيرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالتَّرَاصِّ فِي الصُّفُوفِ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ".

وذكر صاحب تحفة الأحوذي(1/351):" وَذَلِكَ لِأَنَّهُ رُبَّمَا قَطَعَ الصُّفُوفَ مَعَ كَوْنِهِمْ مَأْمُورِينَ بِالتَّبْكِيرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالتَّرَاصِّ فِي الصُّفُوفِ ، الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ، وَلِأَنَّهُ يُخَالِفُ هَيْئَةَ اِجْتِمَاعِ الْمُصَلِّينَ".

وذكر الإمام ابن العربي في عارضة الأحوذي في شرح الترمذي:"أنه إنما نهى عن التحلق يوم الجمعة؛ لأنهم ينبغي لهم أن يكونوا صفوفا يستقبلون الإمام في الخطبة، ويعتدلون خلفه في الصلاة"{ انظر: عارضة الأحوذي (2/119)} أي والتحلق  ينافي هذا لأنهم يكونون دوائر متعددة، غير متجهة إلى القبلة، ولا متراصة تراص صفوف الصلاة، وهذا غير وضع المصلين، وهم مصطفون مستقبلو القبلة، متهيئون للصلاة عندما يحين وقتها".

 

والله تعالى أعلم

المجلس الإسلامي للإفتاء

18صفر1432هـ الموافق22/1/2011م