المجلس الإسلامي للإفتاء-الداخل الفلسطيني 48
الرئيسية
بنك الفتاوى
الأسئلة والأجوبة
سؤال جديد
من نحن
اتصل بنا
ابحث في بنك الفتاوى
عنْ أَبي أَيوبِ رضي الله عنه، أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضانَ ثُمَّ أَتَبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كانَ كصِيَامِ الدَّهْرِ رواهُ مُسْلِمٌ.
الأقسام
حديث اليوم
عن سعيد بن المسيب قال : « إن العبد ليرفع بدعاء ولده من بعده »
فتوى اليوم
حكمة اليوم
عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :( لا تحاسدوا ، و لا تناجشوا ، و لا تباغضوا و لا تدابروا ، و لا يبع بعضكم على بيع بعض ، و كونوا عباد الله إخوانا ، السلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله ، و لا يكذبه و لا يحقره ، التقوى ها هنا - و يشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه ). رواه مسلم .
حكمة اليوم
فيسبوك
تويتر
الصفوف المتباعدة عن بعضها في المسجد وصف الكراسي في آخر المسجد
تاريخ: 5/1/12
عدد المشاهدات: 10905
رقم الفتوى: 71

بسم الله الرحمن الرحيم

الصفوف المتباعدة عن بعضها في المسجد وصف الكراسي في آخر المسجد 

 

ما هو حكم الصلاة على الكرسي في الصف في صلاة الجماعة مع العلم أنها تقطع الصفوف؟ وهل هناك حلٌ لذلك؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الصلاة على الكرسي في المساجد – وقد بيّنا حكم جواز الصلاة على الكرسي في فتوى سابقة فلا حاجة لإعادتها – مما سبب وجود هذه الكراسي بين الصفوف فتقطعها وتضايق من يصلي خلف من يصلي على الكرسي في سجوده خاصة .

قبل الحديث عن حكم الصلاة على الكرسي في أثناء الصف في صلاة الجماعة لا بد أن نعلم أن صلاة الجماعة في المساجد من سنن الهدى التي أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأجر فيها مضاعف كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: ( صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته، وفي سوقه، خمسة وعشرين ضعفاً، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد، لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخط خطوة، إلا رفعت له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه، ما دام في مصلاه: اللهم صلّ عليه، اللهم ارحمه، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة ). [ البخاري (620) ].

ولا بد أن نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حثّ على تسوية الصفوف في الصلاة، وحذر من المخالفة، فقال: ( لتسوّنّ صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين وجوهكم ). [ رواه البخاري 2/173، ومسلم (436) ].

وجعل صلى الله عليه وسلم تسوية الصفوف من تمام الصلاة فقال: ( سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة ). [ البخاري ( 723)، ومسلم ( 433) ].

وفي رواية للبخاري: ( فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة ). [ البخاري ( 723) ].

من هنا نعلم أن وجود الكراسي في داخل الصف يخالف الهدي النبوي وانتظام الصفوف، ولا يعني ذلك بطلان صلاة من يصلي على الكرسي أو من يصلي في الصف، إلا أنه خالف الأولى والأفضل.

ثم لا بد أن نبحث في صحة صلاة المصلين في الصفوف المتباعدة عن بعضها البعض في داخل المسجد، كأن يكون خلف الإمام صف أو أكثر ثم بعد هذه الصفوف مسافة كبيرة عنها، أي فضاء، ثم يكون صف أو أكثر في وسط المسجد أو آخره.

ذهب جمهور العلماء إلى صحة صلاة المصلين في الصفوف المتباعدة في المسجد على هذا الوصف.

قال الإمام الشربيني: " وإذا جمعهما مسجد صح الاقتداء وإن بعدت المسافة بينهما فيه وحالت أبنية كبئر وسطح ومنارة تنفذ أبوابها وإن أغلقت فلا بد أن يكون لسطح المسجد باب من المسجد لأنه كله مبني للصلاة ، فالمجتمعون فيه مجتمعون لإقامة الجماعة مؤدون لشعائرها، ولا بد أن يكون التنافذ على العادة كما قاله بعض المتأخرين ". انظر: [ مغني المحتاج 1/248 ].

وقال ابن عابدين: " وأما قوله في الدر لا يمنع من الاقتداء الفضاء الواسع في المسجد وقيل يمنع إ.هـ  فإنه وإن أفاد أن المعتمد عدم المنع لكنه محمول على المسجد الكبير جداً كجامع خوارزم والقدس بدليل ما ذكرناه وكون الراجح عدم المنع مطلقاً يتوقف على نقل صريح فافهم... روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في حجرة عائشة والناس يصلون بصلاته [ رواه أبو داود (1373) ]، ونحن نعلم أنهم ما كانوا متمكنين من الوصول إليه في الحجرة ". انظر: [ حاشية ابن عابدين 1/585 – 586 ].

وقال البهوتي: " إذا كان المأموم يرى الإمام أو من وراءه وكانا في المسجد صحت صلاة المأموم ولو لم تتصل الصفوف عرفاً لأن المسجد بني للجماعة، فكل من حصل فيه حصل في محل الجماعة بخلاف خارج المسجد فإنه ليس معداً للاجتماع فيه... ولا يشترط اتصال الصفوف لعدم الفارق فيما إذا كان خارج المسجد أيضاً، أي كما لا يشترط كانا في المسجد إذا حصلت الرؤية المعتبرة وأمكن الاقتداء أي المتابعة ولو جاوز بينهما ثلاثمائة ذراع ". انظر: [ كشاف القناع 1/491 ].

قال ابن قدامة: " قال الآمدي: لا خلاف في المذهب أنه إذا كان في أقصى المسجد وليس بينه وبين الإمام ما يمنع الاستطراق والمشاهدة أنه يصح اقتداؤه به وإن لم تتصل الصفوف، وهذا مذهب الشافعي، وذلك لأن المسجد بني للجماعة فكل من حصل فيه فقد حصل في محل الجماعة... ولنا إن هذا لا تأثير له في المنع من الاقتداء بالإمام ولم يرد فيه نهي ولا هو في معنى ذلك فلم يمنع صحة الإئتمام به كالفصل اليسير إذا ثبت هذا فإن معنى اتصال الصفوف أن لا يكون بينهما بعد لم تجر العادة به ولا يمنع إمكان الاقتداء ". انظر: [ المغني 2/19 ].

والذي يصحح هذا الاختيار ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في حجرة عائشة والناس يصلون بصلاته، ونحن نعلم أنهم ما كانوا متمكنين من الوصول إليه في الحجرة. انظر: [ حاشية ابن عابدين 1/586 ].

بناء على ذلك نقول بصحة صلاة المصلين في الصفوف المتباعدة في المسجد، وعليه نقترح على المصلين على الكراسي وعلى أئمة المساجد تنظيم هذه الكراسي في صف متأخر عن الصفوف، أي في صف منفرد، لكي تكون الصفوف كلها منتظمة، سواء الصفوف العادية، أو صف الكراسي وإن ابتعد ذلك الصف عن الصفوف الأولى، لأن كل من يصلي في المسجد تصح صلاته، لأن المسجد سمي مسجداً جامعاً، لأنه يجمع المصلين في صلاة واحدة كما قرر ذلك العلماء.

أما إذا كان وحده يصلي على كرسي وهناك متسع في الصف فلا حرج أن يضع الكرسي عن يمين أو شمال الصف الأخير .

 

والله تعالى أعلم

16/11/2007