المجلس الإسلامي للإفتاء-الداخل الفلسطيني 48
الرئيسية
بنك الفتاوى
الأسئلة والأجوبة
سؤال جديد
من نحن
اتصل بنا
ابحث في بنك الفتاوى
عن أنس قال: كان أكثر دعوة يدعو بها رسول الله ﷺ يقول: "اللهم ربنا، آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار".
الأقسام
حديث اليوم
كان أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه يقول : « إن زكاة الرجل في داره أن يجعل فيها بيتا للضيافة ».
فتوى اليوم
حكمة اليوم
عن أبى هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ومن مس الحصى فقد لغا ».رواه مسلم
حكمة اليوم
فيسبوك
تويتر
رسالة إلى حجاج الداخل الفلسطيني - 48 - في منى
تاريخ: 6/9/17
عدد المشاهدات: 2186
رقم الفتوى: 1032

رسالة إلى حجاج الداخل الفلسطيني - 48 - في منى

السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يتقبل حجكم ويردكم لدياركم وأهلكم سالمين غانمين فائزين ..

أخواني وأخواتي الحجاج الكرام ...

وصلنا رسائل من الاخوة والاخوات المتواجدين في منى هذه الأيام أنّ منى تضيق بأهلها ولا تتسع وثار هنالك خلاف وجدال بين الحجاج بخصوص المبيت وعدمه ؛ لذا حسما لهذا الخلاف نضع بين أيديكم أقوال الفقهاء في المسألة كي تطمئن قلوبكم ونفوسكم بالنّصّ والدّليل وبايجاز شديد :

1. بداية نقول : المبيت بمنى ليالي أيام التشريق واجب عند أكثر الفقهاء ؛ والمقصود بالمبيت التّواجد داخل حدود منى معظم الليل أي مقدار نصف الليل ولحظةسواء تواجد الحاج في النصف الأول من الليل أم في النّصف الثاني منه مما هو مقرر لدى الشّافعية .
وللتوضيح : اذا كانت مدة الليل من الغروب حتى الفجر 9 ساعات - على سبيل المثال - فإنّه يلزم الحاج أن يمكث في هذه الحالة 4.5 ساعة ولحظة ولا يشترط أن يمكث للفجر ... ولا يشترط أن يتواجد في الخيام وإنما يكفي تواجده في حدود منى ... فإن ترك الحاج المبيت بمنى لغير عذر أثم ولزمه فدية وهي ذبح شاة ولكن حجّه صحيح وكذلك الأمر لو ترك الرجم بغير عذر ..

2. اذا ضاقت منى وشق المكث داخل حدودها مقدار نصف الليل كما سبق وترتب على مكثهم فيها مشقة شديدة ففي هذه الحالة يرخص لهم بالرجوع لمكة ولو لم يحققوا البيتوتة الواجبة ولا يلزمهم شيء عملا بالمذهب الحنفي الذي ينص على سنية المبيت بمنى وعدم وجوبه؛ وفي قولهم سعة ...

3. يرخص للمرضى الذين يشق عليهم المبيت بمنى عدم الذهاب إليها ولهم أن يوكلوا من يرجم عنهم اذا كانوا عاجزين لا يقوون على الرّمي كما نصّ الشافعية وغيرهم ..
وممّا يدل على ما سبق أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم رخص للعباس أن يبيت في مكة من أجل سقاية الحاج ، وكذلك رخص للرعاة أن يتركوا المبيت بمنى ؛ لأنهم يرعون رواحل الحجيج ..
فكون الرّسول صلى الله عليه وسلم يرخص للعباس رضي الله عنه مع إمكانه أن ينيب أحداً من أهل مكة الذين لم يحجوا يدل على أنّ مسألة المبيت ليس وجوبها بذلك الوجوب المحتم الذي يترتب على تركه فوات الحج مثلا ...
كما أنّ الحرج والعنت وما هو فوق القدرة خارج عن نطاق التّكليف كما يقول الفقهاء .
قال الله تعالى : " مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مّنْ حَرَجٍ وَلَـَكِن يُرِيدُ لِيُطَهّرَكُمْ وَلِيُتِمّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ "
وقال تعالى أيضا : ﴿ يُرِيدُ الله بكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ " .
وفي الصّحيحين عن أنس رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال: "يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا". متفق عليه ..
والقاعدة الفقهية المقررة في هذا المقام : " المشقة تجلب التّيسير "
هذا ونتمنى لإخواننا وأخواتنا زوار بيت الله الحرام جميعاً حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وتجارة لن تبور بإذن الله تعالى...
أخوكم
د. مشهور فواز رئيس المجلس الإسلامي للافتاء..
11 ذي الحجة 1438 ه
2.9.2017 م