ما حكم عدم الالتزام بالحجْر الصّحي ؟
الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيدنا محمّد المبعوث رحمةً للعالمين ؛ وبعد :
تسعى الشريعة الاسلامية من خلال أحكامها السّامية لتحقيق المصالح ودفع المضآر والمفاسد .
قال سلطان العلماء العز بن عبد السّلام رحمه الله تعالى : "إنّ الشّريعة كلُّها مصالح ( أي للناس في معاشهم ومعادهم ) فهي : إما درء مفاسد وإما جلب مصالح"(قواعد الأحكام في مصالح الأنام :1/9).
وبناءً عليه : من علم أنّ لديه إصابة بالكورونا ولا يلتزم بالحجْر الصحي فهو متعدٍّ وآثم ومستهتر بأرواح النّاس والاضرار بالنّاس من الكبائر العظيمة .
روى أبو داود في سننه والترمذي في جامعه وأحمد في المسند : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ ضَارَّ ، ضَارَّ الله بِهِ، وَمَنْ شَاقَّ ، شَقَّ الله عَلَيْهِ "
أي من تسبب بالضرر للآخرين جَازَاهُ بِعَمَلِهِ وَعَامَلَهُ مُعَامَلَتَهُ .
** كذلك من ظهرت عليه أعراض المرض وتهاون بالأمر ولم يقم بالإجراءات المطلوبة منه طبياً فهو آثمٌ ويلحق به بالحرمة أيضاً من لزمه الحَجْر ولم يلتزم به وإن لم تظهر عليه أعراض المرض.
عنهم : د . مشهور فواز رئيس المجلس
السّبت 17 محرم 1442 ه / 5.9.2020 م