المجلس الإسلامي للإفتاء-الداخل الفلسطيني 48
الرئيسية
بنك الفتاوى
الأسئلة والأجوبة
سؤال جديد
من نحن
اتصل بنا
ابحث في بنك الفتاوى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)
الأقسام
حديث اليوم
عن عاصم الأحول قال : قال لي فضيل الرقاشي وأنا . . . : « يا هذا ، لا يشغلك كثرة الناس عن نفسك ، فإن الأمر يخلص إليك دونهم ولا تقل : أذهب هاهنا وهاهنا فتنقطع على النهار ، فإن الأمر محفوظ عليك ، ولم تر شيئا قط أحسن طلبا ولا أسرع إدراكا من حسنة حديثة لذنب قديم »
فتوى اليوم
حكمة اليوم
(عن النّعمان بن بشير- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّى»). [ البخاري- الفتح 10 (6011)، ومسلم (2586) واللفظ له ].
حكمة اليوم
فيسبوك
تويتر
أثر الوساوس على العقيدة
تاريخ: 11/8/21
عدد المشاهدات: 1740
رقم الفتوى: 1174
أختٌ تسأل، وتقولُتَرِدُ عليَّ بعضُ الوَسَاوِسِ بخصوصِ الإيمانِ باللهِ تعالى ووجودِ الخالقِ سبحانَه، وبعضُها أتحرَّجُ من ذكرِه؛ لأنَّها وساوسُ كفريَّةٌ، وتتعارَضُ معَ العقيدةِ، وأنا كارهةٌ لذلكَ، وقَلِقَةٌ جدًّا ، فَبِمَ تنصحُونَ ؟

الجواب : الحمدُ لله والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد رسول الله ، وبعد، 
فبدايةً نطمئِنُ الأختَ الكريمةَ بأنَّ هذه الوَسَاوسَ لا تَأثَمُ عليهَا، بل تؤْجَرُ وتُثَابُ على ذلك؛ لأنَّها كارِهَةٌ لها ، وهذه تأتي عادة نتيجةَ زيادةِ الإِيمان؛ لذَا الشيطانُ يكثِّفُ عداوتَه بالوسَاوسِ؛ لتثبيطِ المؤمنِ وصدِّه، ولكنَّه لا يضرُّه - بإذن اللهِ تعالى- .
جاء في حاشية البجيرميِّ على الخطيب : قَالَ جَرِيرُ بْنُ عُبَيْدَةَ الْعَدَوِيُّ : " شَكَوْت إلَى الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ مَا أَجِدُ فِي صَدْرِي مِنْ الْوَسْوَسَةِ. فَقَالَ: إنَّمَا مِثْلُ ذَلِكَ مِثْلُ الْبَيْتِ الَّذِي تَمُرُّ فِيهِ اللُّصُوصُ، فَإِنْ كَانَ فِيهِ شَيْءٌ عَالَجُوهُ وَإِلَّا مَضَوْا وَتَرَكُوهُ.   "  
وفي حاشية البجيرميّ أيضًا :"  قَالَ السَّيِّدُ الْجَلِيلُ أَحْمَدُ بْنُ الْجَوْزِيِّ: شَكَوْت إلَى أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَنِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - الْوِسْوَاسَ فَقَالَ: إذَا أَرَدْت أَنْ يَنْقَطِعَ عَنْك فِي أَيِّ وَقْتٍ أَحْسَسْت بِهِ فَافْرَحْ، فَإِذَا فَرِحْت بِهِ انْقَطَعَ عَنْك فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَبْغَضَ إلَى الشَّيْطَانِ مِنْ سُرُورِ الْمُؤْمِنِ، فَإِذَا اغْتَمَمْت بِهِ زَادَك،فالْوَسْوَاسُ إنَّمَا يُبْتَلَى بِهِ مَنْ كَمُلَ إيمَانُهُ، فَإِنَّ اللِّصَّ لَا يَقْصِدُ بَيْتًا خَرَابًا كَمَا ذَكَرَهُ الْيَافِعِيُّ فِي كِتَابِهِ الدُّرُّ النَّظِيمُ فِي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَالْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ " .
وممّا يؤكّد ذلك أنَّه جاءَ بعضُ أصحابِ النَّبِيِّ -  صلَّى الله ‏عليه وسلَّم-  فسألوه: "إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ ، قَالَ : وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ.
قال النووي في شرحِه هَذَا الحديثَ: ‏‏(فقولُه صلى الله عليه وسلَّم: " ذلك صريحُ الإيمان، ومحضُ الإيمان،" معناه: استعظامُكُم ‏الكلامَ به، هو صريحُ الإيمان، فإنَّ استعظامَ هذا وشدَّةَ الخوفِ منه، ومِنَ النُّطْقِ به، فضلًا ‏عن اعتقادِه، إنَّما يكونُ لمَنِ استكملَ الإيمانَ استكمالًا محقَّقًا، وانتفَتْ عنه الرِّيبَةُ والشُّكوك". ‏
قال الخطابيُّ: ( المراد بصريح الإيمانِ: هو الَّذي يعظُم في نفوسِهِم إنْ تكلَّموا به، ويمنعُهُم ‏من قَبُولِ مَا يُلْقِي الشَّيطانُ، فلولا ذَلِكَ لمْ يتعاظَمْ في نفوسِهِم حتى أنْكَرُوه ، وليسَ المرادُ ‏أنَّ الوَسْوَسَةَ نفسَهَا صريحُ الإِيمان، بَلْ هي مِنْ قبلِ الشَّيْطَانِ وكيدِه).
لذا، وبناءً على ما سبق ذكرُه، ننصحُ للأُخْتِ السّائلةِ ألَّا  تهتمَّ بهذِه الوسَاوسِ، وألَّا تعطيَهَا أيَّ اعتبارٍ أو اهتمَامِ،  أو قَلَقٍ وفي الوقْتِ نفسِه ننصحُ لها أيضًا أنْ تُكْثِرَ مِنْ قراءَةِ آيةِ الكُرْسيِّ والمعوِّذَتَيْنِ


واللهُ تَعَالى أعْلَمُ بالصَّواب .

المَجْلِسُ الإِسْلاميُّ لِلْإِفْتَاء