الحمد لله والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد المبعوث رحمة للعالمين ؛ وبعد:
لا يعتبر البَرْدُ لوحده سببًا للجمع باتّفاق المذاهب الأربعة سواءٌ بين الظّهر والعصر أم بين المغرب والعشاء، كما لا يجوز الجمع بين الظّهر والعصر بسبب توقّع نزول مطرٍ باتّفاق المذاهب الأربعة.
ولكن انفرد المذهب المالكيّ بالقول بجواز الجمع بين المغرب والعشاء، خاصّةً إن توقّع الإمام نزول مطرٍ وابل (غزير) بالقرائن (أي العلامات والأدلّة) قبل دخول وقت العشاء، فإن لم ينزل المطر قبل العشاء فإنّه ينبغي إعادة الصّلاة كما نصّت عليه كتب المالكيّة - علمًا أنّ قولهم ينبغي الإعادة تحتمل الاستحباب كما قد يُفهم من ورودها في مسائل أخرى.
ويرى المجلس أنّ الأفضل عدم الأخذ بهذا القول لما قد يترتّب عليه من إرباكٍ واضطرابٍ.
ولذا يجب لجواز الجمع بين المغرب والعشاء نزول مطرٍ ولو أثناء المغرب، على أن يكون الإمام قد نوى الجمع عند تكبيرة الإحرام للمغرب فإن انتهت صلاة المغرب ولم ينزل المطر، فلا يجوز الجمع ولو كان قد نواه.
هذا ونحذّر الأئمة من التّهاون في مسألة الجمع بغير تحقّق أسبابه وشروطه، فهذه أمانة ثقيلة ومسؤوليّة عظيمة فقد اعتبر العلماءُ الجمعَ بدون عذرٍ كبيرةً من الكبائر.
ملاحظة مهمّة: لا يجوز جمع النّساء في البيوت بسبب المطر، وسنفصّل ذلك لاحقًا.
والله تعالى أعلم
المجلس الإسلاميّ للإفتاء
عنهم
أ. د. مشهور فوّاز رئيس المجلس
الثّلاثاء 8 جمادى الأولى 1445 ه - 21.11.2023م