الحمدُ لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين ؛ وبعد :
نحذّر من الفوضى في العلاقة بين العاقدين قبل الزّفاف سواء أكان العقد مسجلا في الدوائر الرسمية أم غير مسجل لما يترتب على ذلك من مفاسد اجتماعية، فالقلوب تتغير وتتبدل، وقد لا يستمر هذا الزّواج فتكون الضّحية هي الفتاة. وعلاوة على ذلك فإنّ الفتاة قبل الزّفاف- في عرف النّاس- تعتبر مخطوبة رغم وجود العقد ثم الفوضى في العلاقة بين العاقدين من شأنها أن تضر بسمعة الفتاة وتسيء إليها.
وقد ثبت بالتّجربة أنّ أغلب حالات حلّ رابطة العقد قبل الزّفاف سببه مثل هذه الفوضى في العلاقة بين العاقدين وعدم مراعاة العرف السّائد في مثل هذا الأمر .
وبناءً عليه: نحذّر من الاستمتاع بين العاقدين بكل أشكاله قبل الزّفاف وهذا ما تقتضيه وتوجبه مقاصد الشريعةالتي تحرص على دفع المفاسد لذا يمتنع الجماع ومقدماته من تقبيل ومداعبة بين العاقدين قبل إشهار النّكاح ولا بدّ أن تتقيّد العلاقة بين العاقدين قبل الزّفاف بالعرف: فلو أذن العرف بأن تكشف عن شعرها مثلاً فلا مانع، ولكن ننصح بعدم المبالغة والإكثار من ذلك، كي يبقى عنصر الاشتياق بين العاقدين قائماً، ولو جلسا في غرفة وحدهما والباب مفتوح والأهل في البيت، بحيث في كلّ لحظة قد يأتي أحد من أهل البيت ويدخل عليهما، فلا مانع.
ونؤكّد على ضرورة الحذر من الفوضى في العلاقة والتمادي الذّي يخرج عن حدود العرف والذّوق السّليم، لأنّ القلوب تتغير وتتبدل، والضحية الوحيدة بسبب ذلك هي الفتاة.
ونذكّر كلاً من الشاب والفتاة باستثمار هذه الفترة لدراسة أحدهما الآخر عن قرب، ليزداد معرفة به، ولفهم شخصيته وعقليته بصورة بعيدة عن التكلف والتصنع, إنّما ينبغي أن يظهرا على سجيتهما وحقيقتهما، فإنّ ذلك أدعى لنجاح الحياة الزوجية واستمراريتها فيما بعد.
- وننصح بالإسهام في عملية الإسراع بالزفاف عن طريق تذليل عقباته من نفقات كثيرة وتكاليف باهظة.
- وننصح بالعقد الشرعي الرسمي المسجل في المحكمة الشّرعية.
- ملاحظة في حال الفراق لا بد من التلفظ بالطلاق سواء أكان العقد مسجل أم غير مسجل ( براني ).
ويترتب على ذلك كافة الآثار الشرعية.
المجلس الإسلامي للإفتاء
عنهم:أ.د.مشهور فوّاز رئيس المجلس