المجلس الإسلامي للإفتاء-الداخل الفلسطيني 48
الرئيسية
بنك الفتاوى
الأسئلة والأجوبة
سؤال جديد
من نحن
اتصل بنا
ابحث في بنك الفتاوى
قال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ(.
الأقسام
حديث اليوم
قال ابن عباس رضي الله عنهما وهو في الطواف : يالسان قل فاغنم أو اسكت واسلم قبل أن تندم
فتوى اليوم
حكمة اليوم
عن أبى هريرة عن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال « المدينة حرم فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة عدل ولا صرف ». رواه مسلم
حكمة اليوم
فيسبوك
تويتر
هل للمحتضر آداب ?
تاريخ: 2/1/14
عدد المشاهدات: 4413
رقم الفتوى: 363

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
يستح للمريض – وبخاصة إذا حضرته أسباب الوفاة – أن يكون حسن الظن بالله تعالى على معنى أن يغلب الرجاء في رحمة الله على جانب الخوف من عذابه , وأن يتذكر عظيم كرمه وجميل عفوه وواسع مغفرته وسابغ فضله وقديم إحسانه وبره , ويستحضر ما معد به أهل التوحيد وما يدخره لهم من الرحمة يوم القيامة , وقد روى جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يؤمن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى ) . [ أخرجه مسلم ] .
ويؤيد ذلك الحديث القدسي حيث يقول تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ) . [ أخرجه البخاري ] .
وقال ابن عباس : " إذا رأيتم الرجل بالموت – يعني حضور مقدماته – فبشروه ليلقى ربه وهو حسن الظن به , وإذا كان حياً – يعني صحيحاً – فخوفوه بربه عز وجل " . وإذا تأخرت حالة المريض وغدا على أبواب الموت وهي اللحظات التي يودع فيها الدنيا ويستقبل الآخرة ويعبر عنها بحالة ( الاحتضار ) فينبغي لأحب أهله إليه أن يلقنوه ( لا إله إلا الله ) كلمة التوحيد , وكلمة الإخلاص , وكلمة التقوى , وهي أفضل ما قاله محمد صلى الله عليه وسلم والنبيون من قبله .
هي الكلمة التي استقبل بها الحياة يوم ولد , وأذّن بها في أذنه , وهي نفسها التي يودع بها الحياة , فهو يستقبلها بالتوحيد ويودعها بالتوحيد .
قال علماؤنا : يستحب أن يلي المريض أرفق أهله به , وأعلمهم بسياسته وأتقاهم لربه تعالى , ليذكره بالله تعالى , والتوبة من المعاصي , والخروج من المظالم , وإذا رآه منزولاً به تعهد حلقه بتقطير ماء أو شراب فيه ويندي شفتيه بقطنة , لأن ذلك يطفئ ما نزل به من الشدة , ويسهل عليه النطق بالشهادة , ويلقنه ( لا إله إلا الله ) لما روى مسلم عن أبي سعيد مرفوعاً : ( لقنوا موتاكم : لا إله إلا الله ) . سمي المحتضر ميتاً , باعتبار ما يؤول إليه لا محالة .
والجمهور على أن هذا التلقين مندوب , وحكمة تلقين الشهادة : أن تكون هي آخر ما يموت عليه , لما رواه أحمد والحاكم وصححه عم معاذ مرفوعاً : ( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ) . وإنما اقتصر عليها لأن إقراره بها إقرار بالأخرى , لأنه يموت على التوحيد الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم .
ولتقليل الكلام عليه ينبغي ألا يلح عليه في ذلك بالإكثار والتكرار , وألا يقول له : قل : لا إله إلا الله , خشية أن يضجر , فيقول أو يتكلم بغير هذا الكلام الذي لا يليق , ولكن يقولها بحيث يسمعه معرضاً له , ليفطن فيقولها .
أو يقول ما قاله بعض العلماء : ذكر الله تعالى مبارك , فنذكر الله تعالى جميعاً : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله .
وإذا أتى بالشهادة مرة كفته , ولا يعاود , ما لم يتكلم بكلام آخر , فيعيد تلقينه بلطف ومداراة , لأن اللطف مطلوب في كل موضع فهنا أولى , وإنما يعيده ليكون آخر كلامه لا إله إلا الله .
وعن عبد الله بن المبارك : أنه لما حضرته الوفاة فجعل رجل يلقنه ويكثر عليه , فقال : إذا قلت مرة , فأنا على ذلك ما لم أتكلم .
وينبغي ألا يلقنه إلا من يثق به لا من يتهمه من عدو أو حاسد , أو وارث أو متربص ينتظر موته .
ويستحب توجيه المحتضر إلى القبلة إن أمكن ذلك , فقد يكون في مستشفى , ويحكمه موقع السرير الذي يرقد عليه , ودليل ذلك حديث أبي قتادة عند الحاكم : أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة سأل عن البراء بن معرور فقالوا : توفي ... وأوصى أن يوجه إلى القبلة لما احتضر , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أصاب الفطرة ) . [ صححه الحاكم ووافقه الذهبي ] .

والله تعالى أعلم