بسم الله الرحمن الرحيم

تعجيل الفدية

س: هل يجوز للشيخ الكبير العاجز عن الصيام والمريض مرضا لا يرجى برؤه تعجيل دفع الفدية من أول شهر رمضان؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الأمين وعلى آله وأصحابه الطاهرين وبعد:

ذهب الحنفية إلى جواز تعجيل الفدية من أول الشهر لمن وجبت عليه، ويخير بين دفعها في أوله أو آخره.

جاء في الدر المختار(2/427):"(وللشيخ الفاني العاجز عن الصوم الفطر ويفدي) وجوبا ولو في أول الشهر وبلا تعدد فقير كالفطرة".

وجاء في حاشية رد المحتار على الدر(2/427):"قوله (ولو في أول الشهر) أي يخير بين دفعها في أوله أو آخره كما في البحر.

 قوله (وبلا تعدد فقير) أي بخلاف نحو كفارة اليمين للنص فيها على التعدد فلو أعطي هنا مسكينا صاعا عن يومين جاز".

ودليل جواز تعجيل الفدية من أول الشهر حصول سبب الفدية وهو العجز الدائم ودخول شهر الصيام، وعهد من الشارع الحكيم جواز التعجيل عند حصول الأسباب كالزكاة عند ملك النصاب، فالنبي صلى الله عليه وسلم استلف من العباس زكاة سنتين. فَقَدْ رَوَى عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَجَّل مِنَ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَدَقَةَ سَنَتَيْنِ.{ رواه أبو داود  والترمذي وابن ماجه. قال الألباني في إرواء الغليل(3/346):"حسن"}

ثم إن التعجيل أسرع بالقيام بحاجة الفقراء، كما ويتسنى للجان القائمة على جمع الزكوات توزيعها على أكمل وجه لا سيما مع كثرة الناس وقلة الأمانة، الأمر الذي يدعو إلى التحري والتدقيق في الاعطاء.

ومثل الفدية في الحكم صدقة الفطر.

والله تعالى أعلم

المجلس الإسلامي للإفتاء

15رمضان1432هـ الموافق15/8/2011م