بسم الله الرحمن الرحيم
لعب الأطفال، قيود ومحاذير
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
إن اتخاذ اللعب للأطفال أمر مشروع يلهون به ويرفهون عن أنفسهم بحكم طفولتهم، فعن الربيع بنت معوذ قالت: " أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار ( من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه ومن أصبح صائماً فليصم ) قالت: فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار ". [ رواه البخاري ].
وعن عائشة رضي الله عنها: " كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يتقمعن منه فيسربهن إلي فيلعبن معي ". [ رواه البخاري ].
وأخرج أبو داود والنسائي من وجه آخر عن عائشة رضي الله عنها قالت: " قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر فذكر الحديث في هتكه الستر الذي نصبته على بابها، قالت: فكشف ناحية الستر على بنات لعائشة (لعب) فقال: (ما هذا يا عائشة؟ قالت: بناتي، قالت: ورأى فيها فرسا مربوطا له جناحان فقال: ما هذا؟ قلت فرس، قال: فرس له جناحان؟ قلت: ألم تسمع أنه كان لسليمان خيل لها أجنحة؟ فضحك ".
ومع جوازها لا بد من مراعاة هذه القيود والمحاذير:
أن لا تكون اللعب مؤذية للطفل أو لغيره.
أن لا تكون مصنوعة من مواد نجسة أو محرمة.
أن لا تكون فيها مخالفة شرعية، كأشكال محرمة، أو رموز كفرية، أو تصوير للملائكة، أو تعظيم لشخصيات كافرة ومنحرفة...
أن لا تتضمن إساءة وسوء أدب لأحد خاصة الأنبياء والصحابة، ومثال ذلك لعبة على شكل بندقية يصدر منها مع صوت الإطلاق عبارة " اضرب السيدة عائشة " ( رضي الله عنها ).
والله أعلم
المجلس الإسلامي للإفتاء
الأثنين 27 جمادى الأول 1434هـ الموافق 8/4/2013م