المجلس الإسلامي للإفتاء-الداخل الفلسطيني 48
الرئيسية
بنك الفتاوى
الأسئلة والأجوبة
سؤال جديد
من نحن
اتصل بنا
ابحث في بنك الفتاوى
قال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ(.
الأقسام
حديث اليوم
قال ابن عباس رضي الله عنهما وهو في الطواف : يالسان قل فاغنم أو اسكت واسلم قبل أن تندم
فتوى اليوم
حكمة اليوم
عن أبى هريرة عن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال « المدينة حرم فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة عدل ولا صرف ». رواه مسلم
حكمة اليوم
فيسبوك
تويتر
ماحكم رفع الخطيب يديه في الدعاء في خطبة الجمعة ؟
تاريخ: 14/6/07
عدد المشاهدات: 2691
رقم الفتوى: 69
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

من السنة أن تشتمل خطبة الإمام على دعاء للمسلمين بما فيه خير الدنيا والآخرة اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وكان أئمة المسلمين بعده يفعلون ذلك .
والمسألة التي بين أيدينا هل يرفع الخطيب يديه في الدعاء في خطبة الجمعة ؟
ذهب جمهور العلماء ( المالكية الشافعية والحنابلة ) : أنّ السنّة أن لا يرفع اليدين عند الدعاء في الخطبة ، بل يقتصر على أن يشير بأصبعه . [ شرح النووي على صحيح مسلم : (6/162) ] .
والأدلة على ذلك كثيرة ومنها :
1- عن حصين بن عبد الرحمن قال : رأى عمارة بن رؤيبة بِشْرَ بن مروان على المنبر ، وهو يدعو في يوم الجمعة رافعاً يديه ، فقال : قبَّح الله هاتين اليدين ، لقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ، ما يزيد على هذه ، يعني السّبابة التي تلي الإبهام . [ أخرجه مسلم في صحيحه: رقم (874) والنسائي في المجتبى (3/108) وأبو داود في السنن رقم (1104) ] .
وقول عمارة : ( قبح الله هاتين اليدين ) أي : اللتين يشير بهما بشر عند الخطبة ، ودعا بالتقبيح ، لأن هذه الإِشارة ، كانت على خلاف السنّة ، وما خالف السنّة فهو مردود مقبوح . [ بذل المجهود (6/106) ] .
2- وما أخرجه [ أحمد (5/337) ، وأبو داود في الصلاة (1105) ، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (2/210) ] : عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهراً يديه قطّ يدعو على منبره ولا على غيره ، ولكن رأيته يقول هكذا ، وأشار بإصبعه السبابة يحركها .
وقال البيهقي في [ سننه الكبرى (3/210) ] : " والقصد من الحديثين أي : حديث عمارة وحديث سهل إثبات الدعاء في الخطبة ، ثم فيه : من السنة أن لا يرفع يديه في حال الدعاء في الخطبة ، ويقتصر على أن يشير بأصبعه " .

قال شيخ الإِسلام : " ويكره للإمام رفع يديه حال الدّعاء في الخطبة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يشير بأصبعه إذا دعا " . [ الاختيارات العلمية (ص48) ] .
وقال ابن مفلح في [ المبدع (2/164) ] : " قال المجد : هو بدعة ، وفاقاً للمالكية والشافعية وغيرهم " .
وقال الشوكاني في [ النيل (3/271) ] بعد هذا الحديث وحديث سهل : " الحديثان يدلان على كراهة رفع الأيدي على المنبر حال الدعاء وأنه بدعة " .
ومما تقدم يكره للخطيب رفع يديه حال الدعاء في الخطبة لأنه مخالف للسنة .
ومن الجدير بالذكر هنا أمور :
1- إن هذا المنع من رفع اليدين للخطيب في الدعاء هو في حال الخطبة خاصة ، فلا معنى للتمسك به في منع رفع اليدين في الدعاء عامة ، مع ثبوت الأخبار بمشروعيتها . [ أنظر: فتح الباري (11/143) ] .

2- إن حديث عمارة السابق ليس على إطلاقه في عدم رفع اليدين ، ولكنه يجوز حال الاستسقاء في الخطبة يوم الجمعة .
أخرج البخاري في [ صحيحه (2/413) رقم (933) ] وغيره عن أنس بن مالك قال : رفع اليدين عند دعاء الخطيب للإستسقاء في آخر الجمعة : ( أصابت النّاسَ سنةٌ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فبينا النبيُّ صلى الله عليه وسلم يخطبُ في يوم الجمعة ، قام أعرابي فقال : يا رسول الله ! هلك المال ، وجاع العيال ، فادعُ الله لنا . فرفع يديه – وما نرى في السماء قَزَعةً – ، فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السّحابُ أمثال الجبال ، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادرُ على لحيته صلى الله عليه وسلم ...

والله تعالى أعلم