ما حكم رحلات المبيت المختلطة بين الذكور والاناث في مرحلة الاعدادية ؟
توجه إلينا الشيخ حسين مسعود من قرية عرعرة مستفسراً حول حكم سفر المدارس الاعدادية والثانوية لرحلات مبيت علماً أنّ هذه الرّحلات مختلطة أي تجمع بين الذّكور والاناث ؟
الجواب : الحمد لله والصّلاة والسّلام على سيدنا محمّد رسول الله ، وبعد :
إنّ الاسلام في نظرة للأمور كافة هي نظرة واقعية شمولية متوازنة فلا غلو فيها ولا تفريط مع مراعاة جانب المصالح والمفاسد في كافة الأحكام .
فالترويح عن النّفس ومنه السّياحة في الأرض الأصل فيه الاباحة بل قد يكون مطلباً شرعياً إذا كان بغرض التفكر بآلاء الله تعالى في الكون والتأمل بعجائب قدرته جلّ شأنه وتبارك اسمه .
ولكن إنّ للسفر والسياحة خصوصاً فيما يتعلق بالاناث بشكل خاص ثمة شروط وضوابط من حيث اللباس والمحرم وأمن الفتنة ، وغالباً لا تتحقق هذه الشروط في مثل هذه الرّحلات حيث لا تراعى شروط اللّباس الشّرعي وإن روعيت فإنّه لا يوجد المحرم الشّرعي الذّي ينبغي أن يرافق الفتاة للقيام بواجباتها ومستلزماتها والحفاظ عليها ، فضلاً عمّا يحدث في هذه الرّحلات وخصوصاً في حالة المبيت من الاختلاط والانفلات الذّي لا يمكن للمعلم ولو كان حريصاً كلّ الحرص أن يسيطر عليه ، وبناءً على ما سبق فإنّ المجلس الاسلامي للافتاء في الدّاخل الفلسطيني لا يتردد بتحريم مثل هذه الرّحلات ويجب على أصحاب المسؤولية والقرار منعها بشتى الطرق والوسائل المشروعة ، فالقاعدة المقررة في هذا الباب أنّ درأ المفاسد أولى من جلب المصّالح .
والله تعالى أعلم
12 جمادي الأول 1436هـ الموافق 3.3.2015 م