بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
الإسلام لم يحرم الحب، فالحب غريزة فطرية جبل عليها الإنسان؛ والإسلام لا يخالف الفطرة. عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، إِلَّا عَلَى خَدِيجَةَ وَإِنِّي لَمْ أُدْرِكْهَا، قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إِذَا ذَبَحَ الشَّاةَ، فَيَقُولُ:«أَرْسِلُوا بِهَا إِلَى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ». قَالَتْ: فَأَغْضَبْتُهُ يَوْمًا، فَقُلْتُ: خَدِيجَةَ. فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ):«إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا»[ رواه مسلم].
ولكن الإسلام ضبط الحب بالضوابط الشرعية ونظمه بالزواج الشرعي ليبنى البيت المسلم على أسس متينة صلبة وليحيا الزوجان في جو من العفة والثقة والطمأنينة. فيجوز للمرء أن يكِن في نفسه المرأة التي يريد ولكن لا يجوز الحديث معها دون لا رابط شرعي ولا الخروج ولا الخلوة. وإذا أرادها وعزم الأمر فليطلبها من أهلها، فإن حصلت الموافقة فبها ونعمت وإن تم الرفض فلينسها وليسع في غيرها ولا يضجر ولا يتأفف فرب امرئ حتفه فيما تمناه، والله (تعالى) يختار للعبد ما يصلحه في الدنيا والآخرة.
والله تعالى أعلم
د.حسين وليد
باحث في المجلس الإسلامي للإفتاء- بيت المقدس
السبت،16جمادى الآخرة1434هـ الموافق27/4/2013م