يدعي بعض الناس انه إذا وافق يوم عرفة يوم الجمعة فهذا هو يوم الحج الأكبر فهل هذا صحيح ?
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
قال تعالى : { وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسولُه} [التوبة : 3] .
روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( أن أبا بكر بعثه في الحجة التي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع في رهط يؤذنون في الناس يوم النحر أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ).
وفي رواية للبخاري : ( ثم أردف النبي صلى الله عليه وسلم بعلي بن أبي طالب فأمره أن يؤذن ب براءة فقال أبو هريرة: فأذن معنا في منى ألا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان).
وفي رواية للبخاري : ( ويوم الحج الأكبر يوم النحر والحج الأكبر : الحج وإنما قيل الحج الأكبر من اجل قول الناس : العمرة : الحج الأصغر ... ) .
ويوم الحج الأكبر هو يوم النحر . قال ابن القيم رحمه الله : " وهو الصواب لأنه ثبت في الصحيحين أن أبا بكر وعلياً رضي الله عنهما أذنا بذلك يوم النحر لا يوم عرفة " .
- عن علي رضي الله عنه قال : سألت رسول الله عن يوم الحج الأكبر فقال : ( يوم النحر) . [ أخرجه الترمذي وهو حسن بشواهده ] .
- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج فيها فقال : ( أي يوم هذا ؟ فقالوا : يوم النحر . فقال : هذا يوم الحج الأكبر). [ أخرجه أبو داود وإسناده حسن ] .
- وعن ابن أبي أوفى رضي الله عنه كان يقول : " يوم النحر يوم الحج الأكبر يهراق فيه الدم ويوضع فيه الشعر ويقص فيه التفت وتحل فيه الحرم" . [أخرجه الطبري في تفسيره وإسناده صحيح] .
يوم الحج الأكبر هو يوم النحر عند جمهور العلماء ومنهم : الإمام الشافعي ¡ ومالك ¡ وابن جرير الطبري ¡ ورجحه ابن القيم ¡ الشوكاني .
وهو مروي عن : علي ¡ وابن مسعود ¡ وابن أبي أوفى ¡ والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهم وغيرهم من الصحابة والتابعين .
والله تعالى أعلى أعلم