المجلس الإسلامي للإفتاء-الداخل الفلسطيني 48
الرئيسية
بنك الفتاوى
الأسئلة والأجوبة
سؤال جديد
من نحن
اتصل بنا
ابحث في بنك الفتاوى
عنْ أَبي أَيوبِ رضي الله عنه، أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضانَ ثُمَّ أَتَبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كانَ كصِيَامِ الدَّهْرِ رواهُ مُسْلِمٌ.
الأقسام
حديث اليوم
قال الفزاري : سمعت هشاما ، يذكر عن الحسن ، أن رجلا قال له : إني قد حججت ، وقد أذنت لي والدتي في الحج ، قال : « لقعدة تقعدها معها على مائدتها أحب إلي من حجك »
فتوى اليوم
حكمة اليوم
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان ). رواه مسلم .
حكمة اليوم
فيسبوك
تويتر
فتنة المرأة
تاريخ: 10/2/09
عدد المشاهدات: 2322
رقم الفتوى: 255

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :

لا توجد قضية التبس فيها الحق بالباطل ¡ واختلط فيها الصواب بالخطأ ¡ ووقع فيها الغلو والتقصير مثل قضية المرأة في مجتمعاتنا الإسلامية .
فالحق !! لا توجد ديانة سماوية أو أرضيه ¡ ولا فلسفة مثالية ¡ أو واقعية كرمت المرأة وأنصفتها وحمتها مثل الإسلام.
فقد كرم الإسلام المرأة وأنصفها وحماها إنساناً .
وكرم الإسلام المرأة وأنصفها وحماها أنثى .
وكرم الإسلام المرأة وأنصفها وحماها بنتاً .
وكرم الإسلام المرأة وأنصفها وحماها زوجة .
وكرم الإسلام المرأة وأنصفها وحماها أماً .
وكرم الإسلام المرأة وأنصفها وحماها عضواً في المجتمع .
كرم الإسلام المرأة إنساناً : حين اعتبرها مكلفة مسؤولة كاملة المسؤولية والأهلية كالرجل مجزية بالثواب والعقاب مثله . حتى إن أول تكليف إلهي صدر للإنسان كان للرجل والمرأة جميعاً حيث قال الله للإنسان الأول : - آدم وزوجته - : {أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين }. [البقرة :35] .
ومما يذكر هنا أن الإسلام ليس في شيء من نصوصه الثابتة في القرآن الكريم أو السنة الصحيحة نص يُحمل المرأة تبعة إخراج آدم من الجنة وشقاء ذريته من بعده . كما جاء ذلك في أسفار ( العهد القديم ) . بل القرآن يؤكد أن آدم هو المسؤول الأول : { ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً } . [طه :115] .
ولكن بعض المسلمين للأسف الشديد ظلموا المرأة ظلماً كبيراً وجاروا على حقوقها وحرموها مما قرره الشرع لها باعتبارها إنساناً أو أنثى أو ابنة أو زوجة أو أماً .
والعجيب أن كثيراً مما وقع عليها من ظلم وقع باسم الدين وهو منه براء لقد نسبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في شأن النساء :( شاوروهن وخالفوهن ) ¡ وهو حديث موضوع لا قيمة له ولا وزن من الناحية العلمية .
هذا مع أن النبي صلى الله عليه وسلم شاور زوجته أم سلمة في أمر من أهم أمور المسلمين وأشارت عليه فأخذ برأيها راضياً مختاراً وكان فيه الخير والبركة .
ومن الأحاديث التي أساؤوا فهمها ما رواه البخاري عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) .
فقد توهموا وأوهموا أن الفتنة هنا تعني أنهن شر ونقمة أو مصيبة يبتلى بها الإنسان كما يبتلى بالفقر ¡ والمرض ¡ والجوع ¡ والخوف . وغفلوا عن شيء مهم وهو أن الإنسان إنما يفتن بالنعم أكثر مما يفتن بالمصائب وقد قال تعالى : { ونبلوكم بالشر والخير فتنة }. [الأنبياء:35] .
وليس أدل على ذلك من إعتبار القرآن الأموال والأولاد وهما من أعظم نعم الحياة الدنيا وزينتها فتنة يحذر منها كما قال تعالى في كتابه العزيز : { إنما أموالكم وأولادكم فتنة }. [التغابن:15] .
وفتنتها إنه قد تلهي الإنسان عن واجبه نحو ربه وتشغله عن مصيره . وفي هذا يقول تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون } . [المنافقون:9] .
وكما يخاف على الناس أن يفتنوا بالأموال والأولاد ¡ يخاف عليهم أن يفتنوا بالنساء يفتنوا بهن زوجات يثبطنهم عن البذل والجهاد ¡ ويغرينهم بالاشتغال بالمصالح الخاصة عن الواجبات العامة . وفي هذا جاء التحذير القرآني : { إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم }. [التغابن:14] .
ويفتنوا بهن إذا أصبحت أدوات للإثارة وتحريك الشهوات ¡ وتأجيج نيران الغرائز في صدور الرجال . وهذا هو الخطر الأكبر الذي يُخشى من ورائه تدمير الأخلاق وتلويث الأعراض ¡ وتفكيك الأسر والجماعات .
والتحذير من النساء هنا كالتحذير من نعمة المال والرخاء ¡ وبسطة العيش وهو ما جاء في الحديث الصحيح : ( والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم ) . [متفق عليه] .
فلا يعني هذا الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعمل على نشر الفقر ¡ وهو الذي استعاذ بالله منه وقرنه بالكفر ¡ ولا أنه يكره لأمته السعة والرخاء والغنى بالمال , وهو الذي قال : ( نعم المال الصالح للمرء الصالح ) . [صححه الحاكم ووافقه الذهبي] .
إنما هو يضيء الإشارات الحمراء للفرد المسلم والمجتمع المسلم أمام المزالق والأخطار حتى لا تزل أقدامه من حيث لا يشعر ولا يريد .

والله تعالى أعلم