المجلس الإسلامي للإفتاء-الداخل الفلسطيني 48
الرئيسية
بنك الفتاوى
الأسئلة والأجوبة
سؤال جديد
من نحن
اتصل بنا
ابحث في بنك الفتاوى
قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
الأقسام
حديث اليوم
قال أحد الشعراء : « فلا وأبيك ما في العيش خير ...ولا الدنيا إذا ذهب الحياء... يعيش المرء ما استحيا بخير ...ويبقى العود ما بقي اللحاء »
فتوى اليوم
حكمة اليوم
عن أبي ذر رضي الله عنه أن أناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يُصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال: ( أوليس الله جعل لكم ما تصدقون به إن لكم بكل تسبيحة صدقة , وكل تكبيرة صدقة , وكل تحميدة صدقة وكل تهليله صدقة , وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة ,وفي بُضع أحدكم صدقة ) قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال:( أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ).
حكمة اليوم
فيسبوك
تويتر
ما هو حكم النكات ( الاستهزاء ) في أمور الدين ?
تاريخ: 10/2/09
عدد المشاهدات: 13481
رقم الفتوى: 358

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد :
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أمسك عليك هذا ) , وأخذ بلسانه , فقال معاذ : أومآخذون بما نقول يا رسول الله ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وهل يكب الناس على وجوههم في نار جهنم إلا حصاد ألسنتهم ) . [ رواه الترمذي (2619) ] .
- وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يُلقي لها بالاً يرفع الله تعالى بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم ) . [ رواه البخاري (6478) ] .
- إن من أعظم الكلام السخرية والاستهزاء من المسلمين لأن السخرية والنكات هي إنقاص من قدر هذا الإنسان والله تعالى يقول : { يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ... } . [ الحجرات : 11 ] . فكيف إذا كانت السخرية والنكات على أمور الدين : من الذات الإلهية أو الأنبياء أو القرآن والجنة والنار كما يفعل بعض الجهلة , إن المستهزئين هم أعداء الدين , قال تعالى : { ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزواً } . [ سورة الكهف : 106 ] .
- وعاب الله تعالى على الذين يستهزؤون من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : { وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذوك إلا هزواً أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون } . [ سورة الأنبياء ] . { وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزواً أهذا الذي بعث الله رسولاً } . [ سورة الأنبياء ] .
- وتوعد الله تعالى هؤلاء الذين يشترون لهو الحديث في آيات الله ويتخذونها هزواً بأن لهم عذاباً مهيناً وعذاباً أليماً . وذكر الله تعالى الذين يسخرون من القرآن وآياته حيث قال : { وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزواً } . [ سورة الكهف : 56 ] . وقال : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبراً كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقراً فبشره بعذاب أليم } . [ سورة لقمان : 6+7 ] .
وها هم المنافقون الذين كانوا يلعبون ويضحكون بآيات الله ودينه كفرهم الله تعالى ولم يقبل عذرهم فقال : { ولئن سألتهم ليقولن إنما كنّا نخوض ونلعب , قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين } . [ التوبة : 65 – 66 ] .
- وحذر من الذين يسخرون من الصلاة وقال عنهم أنهم لا يعقلون لقوله تعالى : { وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزواً ولعباً ذلك بأنهم قوم لا يعقلون } . [ سورة المائدة : 58 ] .
ويوم القيامة عندما يرون العذاب على سوء أعمالهم تصيبهم الحسرة فينساهم الله تعالى من رحمته ومأواهم النار , قال تعالى : { وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون . وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين . ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزواً وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون } . [ سورة الجاثية : 33-35 ] .
الخلاصة :
إن النكات والسخرية من أمور الدين لهي من الكبائر التي تخرج صاحبها من الإسلام وله العذاب المهين يوم القيامة على أفعاله , وننصح المسلمين أن لا ينجروا وراء هؤلاء ولا يجلسوا في مجالسهم حتى يرتدعوا ويتوبوا من هذه الأعمال ويتبعوا نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من كان يؤمن بالله واليم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ) . [ رواه البخاري (6475) ومسلم (47) ] .
قلت : فهذا الحديث المتفق عليه نص صريح في أنه لا ينبغي أن يتكلم إلا إذا كان الكلام خيراً وهو الذي ظهرت له مصلحته ومتى شك في ظهور المصلحة فلا يتكلم . وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله : إذا أراد الكلام فعليه أن يفكر قبل كلامه فإن ظهرت المصلحة تكلم , وإن شك لم يتكلم حتى تظهر المصلحة . والله تعالى أعلم