المجلس الإسلامي للإفتاء-الداخل الفلسطيني 48
الرئيسية
بنك الفتاوى
الأسئلة والأجوبة
سؤال جديد
من نحن
اتصل بنا
ابحث في بنك الفتاوى
عنْ أَبي أَيوبِ رضي الله عنه، أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضانَ ثُمَّ أَتَبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كانَ كصِيَامِ الدَّهْرِ رواهُ مُسْلِمٌ.
الأقسام
حديث اليوم
عن علي رضي الله عنه أنه قال : « زين الحديث الصدق ، وأعظم الخطايا عند الله عز وجل اللسان الكذوب ، وشر الندامة ندامة يوم القيامة »
فتوى اليوم
حكمة اليوم
عن أبى سعيد بن سعد بن سنان الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :( لا ضرر و لا ضِرار ) حديث حسن رواه ابن ماجه و الدارقطني و غيرهما مسندا .
حكمة اليوم
فيسبوك
تويتر
تلقين الميت بعد الدفن
تاريخ: 12/9/11
عدد المشاهدات: 21529
رقم الفتوى: 571

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تلقين الميت بعد الدفن

 

س: ما حكم تلقين الميت بعد الدفن؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الأمين وعلى آله الطاهرين وبعد:

ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة وبعض المالكية إلى مشروعية تلقين الميت بعد الدفن.

جاء في الجوهرة النيرة(1/398):"وَأَمَّا تَلْقِينُ الْمَيِّتِ فِي الْقَبْرِ فَمَشْرُوعٌ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحْيِيه فِي الْقَبْرِ وَصُورَتُهُ أَنْ يُقَالَ يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ أَوْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ اُذْكُرْ دِينَك الَّذِي كُنْت عَلَيْهِ وَقَدْ رَضِيت بِاَللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا".

جاء في الفواكه الدواني(2/664):"وظاهر كلامه أيضا أنه لا يلقن بعد دفنه. قال العز بن عبد السلام: وليس العمل عند مالك على التلقين بعد الدفن، وجزم النووي بندبه، وقال ابن الطلاع من المالكية: هو الذي نختاره ونعمل به، وقد روينا فيه حديثا ليس بالقوي لكن اعتضد بالقواعد وبعمل أهل الشام، وممن وافق على ندبه صاحب المدخل والقرطبي والثعالبي وغير واحد، حتى قال الأُبِي: ولا يبعد حمل:"لقنوا موتاكم"، على التلقين بعد الدفن ولعل وجه عدم البعد صريح لفظ الحديث حيث قال: موتاكم والأصل عدم التأويل، ووجه المشهور التعليل بصيرورتها آخر كلامه فافهم".

جاء في التاج والإكليل(2/375):"قَالَ أَبُو حَامِدٍ: وَيُسْتَحَبُّ تَلْقِينُ الْمَيِّتِ بَعْدَ الدَّفْنِ.

وَقَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ فِي مَسَالِكِهِ: إذَا أُدْخِلَ الْمَيِّتُ قَبْرَهُ فَإِنَّهُ يُسْتَحَبُّ تَلْقِينُهُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَهُوَ فِعْلُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الصَّالِحِينَ مِنْ الْأَخْيَارِ لِأَنَّهُ مُطَابِقٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى:{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} وَأَحْوَجُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ إلَى التَّذْكِيرِ بِاَللَّهِ عِنْدَ سُؤَالِ الْمَلَائِكَةِ".

جاء في الإقناع(5/342):" يسن أن يقف جماعة بعد دفنه عند قبره ساعة يسألون له التثبيت لأنه صلى الله عليه وسلم "كانَ إذا فرغَ مِنْ دفنِ ميتٍ وقفَ عليْهِ وقال: "اسْتَغْفِرُوا لأَخِيْكُمْ وَاسْأَلُوا لَهُ التَثْبِيتَ فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ". ويسن تلقين الميت المكلف بعد الدفن لحديث ورد فيه. قال في الروضة: والحديث وإن كان ضعيفاً لكنه اعتضد بشواهد من الأحاديث الصحيحة ولم تزل الناس على العمل به من العصر الأوّل في زمن من يقتدى به، ويقعد الملقن عند رأس القبر، أما غير المكلف وهو الطفل ونحوه ممن لم يتقدمه تكليف فلا يسن تلقينه لأنه لا يفتن في قبره".

جاء في الإنصاف(2/384):" فائدة: يستحب تلقين الميت بعد دفنه عند أكثر الأصحاب قال في الفروع استحبه الأكثر قال في مجمع البحرين اختاره القاضي وأصحابه وأكثرنا وجزم به في المستوعب والرعايتين والحاويين ومختصر ابن تميم وغيرهم فيجلس الملقن عند رأسه".

والتلقين ثابت بالسنة، روى مسلم والترمذي وغيرهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله". فالحديث عام يحمل على ما قبل الموت أي لحظة النزع والغرغرة وبعده.

قال النووي في المجموع(5/303):" قال جماعات من أصحابنا يستحب تلقين الميت عقب دفنه فيجلس عند رأسه إنسان ويقول يا فلان ابن فلان ويا عبد الله ابن أمة الله اذكر العهد الذي خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا اله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق وأن النار حق وأن البعث حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأنك رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وبالقرآن إماما وبالكعبة قبلة وبالمؤمنين إخوانا. زاد الشيخ نصر: ربي الله لا إله إلا هو عله توكلت وهو رب العرش العظيم.

 فهذا التلقين عندهم مستحب ممن نص على استحبابه القاضي حسين والمتولي والشيخ نصر المقدسي والرافعي وغيرهم ونقله القاضي حسين عن أصحابنا مطلقا وسئل الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله عنه فقال: التلقين هو الذي نختاره ونعمل به. قال وروينا فيه حديثا من حديث أبى أمامة ليس إسناده بالقائم، لكن اعتضد بشواهد وبعمل أهل الشام قديما هذا كلام أبى عمرو. قلت حديث أبى أمامة رواه أبو القاسم الطبراني في معجمه بإسناد ضعيف ولفظه عن سعيد بن عبد الله الازدي قال:"شهدت أبا أمامة رضي الله عنه وهو في النزع فقال: إذا مت فاصنعوا بي كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إذا مات أحد من اخوانكم فسويتم التراب على قبره فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل يا فلان ابن فلانة فانه يسمعه ولا يجيب ثم يقول يا فلان ابن فلانة فانه يستوي قاعدا ثم يقول يا فلان ابن فلانة فانه يقول أرشدنا رحمك الله ولكن لا تشعرون فليقل اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وانك رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما فان منكرا ونكيرا يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه، ويقول: انطلق بنا ما نقعد عند من لقن حجته؟! فقال رجل: يا رسول الله، فان لم نعرف أمه؟ قال: فينسبه إلى أمه حواء يا فلان ابن حواء" قلت فهذا الحديث وان كان ضعيفا فيستأنس به وقد اتفق علماء المحدثين وغيرهم علي المسامحة في أحاديث الفضائل والترغيب والترهيب وقد اعتضد بشواهد من الأحاديث كحديث:"واسألوا له التثبيت". ووصية عمرو بن العاص وهما صحيحان سبق بيانهما قريبا ولم يزل أهل الشام على العمل بهذا في زمن من يقتدى به والى الآن وهذا التلقين إنما  هو في حق المكلف الميت أما الصبى فلا يلقن والله اعلم".

وقال ابن الملقن في خلاصة البدر المنير(1/275):"رواه الطبراني في أكبر معاجمه هكذا، وليس في إسناده إلا سعيد بن عبد الله فلا أعرفه، وله شواهد كثيرة يعتضد بها ذكرتها في الأصل". ويقول الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه التلخيص الحبير(2/311):"وإسناده صالح وقد قواه الضياء في أحكامه"ا.هـ.

أما ما ورد أن الإنسان ينادى باسم أمه فلعله من الروايات الإسرائيلية، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم نادى قتلى المشركين يوم بدر بأسماء آبائهم. روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على قليب بدر وفيه قتلى المشركين فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم :"يا فلان ابن فلان"، قال:"إنا وجدنا ما وَعَدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً".
فقال عمر: "ما تُكَلّم من أجساد لا أرواح لها"، فقال رسول الله: "والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع ما أقول منهم".

وفي سنن أبي داود  بإسناد جيد كما قاله النووي في "الأذكار" من حديث أبي الدرداء مرفوعا:"إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم". وفي الصحيح من حديث عمر مرفوعا:"إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة، يرفع لكل غادر لواء، فيقال: هذه غدرة فلان بن فلان".

فهذه الأحاديث تدل على أن المرء في العالم الآخر إنما ينادى باسم أبيه لا أمه وكذا في القبر لأنه أول منازل الآخرة.

وعليه يجوز تلقين الميت بعد الدفن، ويستحب التلقين بهذه الصيغة: يا فلان ابن فلان ويا عبد الله ابن أمة الله اذكر العهد الذي خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا اله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق وأن النار حق وأن البعث حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأنك رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وبالقرآن إماما وبالكعبة قبلة وبالمؤمنين إخوانا، ربي الله لا إله إلا هو عله توكلت وهو رب العرش العظيم.

ويجوز التلقين بأي عبارات تدل على المعنى المذكور آنفاً في صيغة التلقين.

والله تعالى أعلم

المجلس الإسلامي للإفتاء

14شوال1432هـ الموافق12/9/2011م