بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
ذهب أصحاب المذاهب الأربعة من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة إلى تحريم تعلم السحر وفعله بالإتفاق .
فيما ذهب الحنفية والمالكية والشافعية إلى تكفير من تعلّم السحر وعلمه أو عمل به , إذا كان يعتقد أن الشياطين تفعل له ما يشاء , أو اعتقد ما يوجب الكفر مثل التقرب إلى الكواكب السبعة وأنها تفعل له ما يلتمس واعتقد حل السحر .
فيما ذهب الحنابلة إلى تكفير من تعلم وفعل السحر سواء اعتقد تحريمه أو إباحته .
الدليل :
قوله تعالى : { وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا ... وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر } . [ البقرة : 102 ] . أي لا تستعمله فتكفر بذلك , واستدلوا أيضاً بالإجماع .
الكاهن : هو الذي له رئي من الجن تأتيه بالأخبار ويتعاطى الخبر عن الكائنات في المستقبل ويدعي معرفة الأسرار .
العراف : العرافة طرف من السحر , والسحر أخبث , لأن السحر شعبة من الكفر , والعراف المنجم , قال الخطابي : هو الذي يتعاطى معرفة مكان المسروق والضالة ونحوها .
والكل مذموم شرعاً محكوم عليهم وعلى مصدقيهم بالكفر , وفي البزازية يكفر بادعاء علم الغيب وبإثبات الكاهن وتصديقه .
قال صلى الله عليه وسلم : ( من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد ) . [ رواه أصحاب السنن وصححه الحاكم عن أبي هريرة ] .
صفات الساحر :
1- يدعي معرفة الغيب .
2- يزعم أن له معيناً من الملائكة , وهو في الحقيقة دجال , إنما يتعاون مع شياطين مثله .
3- همّه ابتزاز الناس , يأخذ منهم الأموال أجرة على شيطنته , فكل من يأخذ أجرة على فك السحر هو مشبوه .
4- يكتب في الحجب التي يعقدها طلاسم سحرية بحيث يموه على الجهلة بكتابة بعض الآيات , وفي كثير من الأحيان تكتب معكوسة , وتحتوي الحجب على أشكال هندسية صغيرة هي عبارة عن رموز سحرية .
5- في كثير من الأحيان يتم الهجوم عليه وعلى أهل بيته من قبل الشياطين المسحورة له انتقاماً منه .
6- لا يصلي الصلوات في المساجد في جماعة .
أيها الناس :
اتقوا الله , واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله , يوماً تشيب منه الولدان .
إن اللجوء إلى هؤلاء الدجالين لا يزيدك إلا عنتاً وشقاءً وحسرةً وندامةً وخسراناً .
اطلب السعادة والراحة والشفاء والسعة في كنف الرحمن وفي طاعته ومخالفة الهوى والشياطين .
إياكم والاغترار والانخداع بما يجري على أيدي هؤلاء المشعوذين , فإنهم كذبة مموّهون مضللون ضالون لا يملكون دفع الضر عن أنفسهم أو جلب النفع لها , والله يهدي إلى سواء السبيل وعليه الاتكال .
والله تعالى أعلم