المجلس الإسلامي للإفتاء-الداخل الفلسطيني 48
الرئيسية
بنك الفتاوى
الأسئلة والأجوبة
سؤال جديد
من نحن
اتصل بنا
ابحث في بنك الفتاوى
عنْ أَبي أَيوبِ رضي الله عنه، أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضانَ ثُمَّ أَتَبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كانَ كصِيَامِ الدَّهْرِ رواهُ مُسْلِمٌ.
الأقسام
حديث اليوم
عن محمد بن كعب قال : « إنما يكذب الكاذب من مهانة نفسه عليه »
فتوى اليوم
حكمة اليوم
عن ابن عباس - رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :( لو يعطى الناس بدعواهم ، لا دعى رجال أموال قوم و دماءهم لكن البينة على من المدعي و اليمن على من أنكر ) حديث حسن رواه البيهقي و غيره هكذا، وبعضه في الصحيحين .
حكمة اليوم
فيسبوك
تويتر
ما حكم التداوي بأنسولين الخنزير؟
تاريخ: 7/1/12
عدد المشاهدات: 20510
رقم الفتوى: 596

بسم الله الرحمن الرحيم

ما حكم التداوي بأنسولين الخنزير؟

 

الحمد له رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

أثبت العلم الحديث أن " الأنسولين " المستخلص من بنكرياس الخنزير له أثر فعال في تخفيض معدل السكر بالدم لدى المرضى بالبول السكري , الذين لا تفرز غدد البنكرياس لديهم كمية الأنسولين اللازمة لتوازن السكر في الدم، " والأنسولين " هرمون تفرزه غدد " لانجرهانز " بالبنكرياس، ويؤدي نقص إفرازه إلى مرض البول السكري.

كما أن " الأنسولين " يساعد أنسجة الجسم على أكسدة السكر إلى ثاني أكسيد الكربون وماء.  

كما يساعد الكبد والعضلات على اختزان السكر على شكل " جليكوجين " أي نشاء حيواني.

ويساعد أيضاً على تحويل السكر إلى دهن يُختزن تحت الجلد وفي أماكن أخرى لاستعماله عند فقدِ الغذاء. [ انظر: مبادىء علم الأدوية والعلاج – مجموعة من العلماء، ترجمه إلى العربية: د. زينب حسين، وراجعه: د. عبد الوهاب البرلسي، مجلة الوعي الإسلامي – العدد 166/1978، د. أحمد رجائي، المواد النجسة والمحرمة في الغذاء والدواء ص26، الموسوعة  العربية الميسرة 1/244 ].

ومن أجل الوقوف على حكم التداوي بأنسولين الخنزير، لا بد من الوقوف أولاً على آراء الفقهاء في حكم التداوي بالمحرم أو النجس، ومن ثم يتبين بعد ذلك جلياً حكم التداوي بأنسولين الخنزير.

حيث ذهب أكثر الشافعية وبعض الحنفية والظاهرية إلى جواز التداوي بالمحرم أو النجس، إذا أخبر طبيب مسلم ثقة مختص أن فيه شفاء للمريض، ولا يوجد دواء مباح يقوم مقامه في التداوي.

[ انظر: حاشية ابن عابدين 4/215، المجموع للنووي 9/50، روضة الطالبين للنووي 3/285، مغني المحتاج للشربيني 4/188، المحلى لابن حزم 7/426 ].

واستدلوا على قولهم بما يلي :

أ- بقوله تعالى: { وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ }. [الأنعام: 119].

ووجه الاستدلال من هذه الآية: أن الله تعالى أسقط ما فصل تحريمه عند الضرورة إليه، فكل محرم عند الضرورة حلال، إلا لحوم الآدميين، والتداوي بمنزلة الضرورة فيباح فيه تناول هذه المحرمات للتداوي بها استناداً إلى هذه الآية.

ب- بما روي عن أنس رضي الله عنه قال:" إن رهطاً من عرينة أتوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا اجتوينا المدينة، وعظمت بطوننا، وارتهست أعضاؤنا , فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا براعي الإبل فيشربوا من ألبانها وأبوالها , فلحقوا براعي الإبل فشربوا من أبوالها وألبانها حتى صحت بطونهم وأبدانهم ". [ صحيح البخاري 4/9 ].

ووجه الاستدلال من هذا الحديث: أنه يدل على جواز التداوي بالمحرم، ذلك لأن هنالك إجماع قائم بين الفقهاء على حرمة تناول الأبوال في الطعام والشراب، سواء كانت هذه الأبوال من حيوان مأكول اللحم أم من حيوان غير مأكول اللحم. [انظر: المغني لابن قدامة 8/596، الهداية والعناية 1/101 – 102].

وبناء على ذلك يجوز التداوي بالأنسولين المستخلص من بنكرياس الخنزير، على أن تتوافر القيود التالية:

1- أن تدعو ضرورة إلى ذلك.

2- أن لا يوجد بديل آخر يقوم مقامه، وذلك بعد بذل السعة والجهد في طلب الدواء المباح، وذلك لأن هنالك انسولينا مستخلص من الأبقار، أو يوجد ويصعب الحصول عليه إلا بمشقة شديدة بالغة؛ كأن يكون الدواء المباح ثميناً جداً، والمعلوم أن المشقة تجلب التيسير.  

3- أن يصفه له طبيب ثقة حاذق صادق أمين، وفي ذلك يقول فضيلة الشيخ محمود شلتوت: ( التداوي بالغدد والعصارات المتخذة من الخنزير إذا وصفها طبيب حاذق في الطب صادق أمين , ولم يوجد غيرها مما يقوم مقامها في العلاج يباح تناوله، ولا يكون في متناوله أو الإشارة بتناوله بغي على التشريع ). [انظر: الفتاوى للشيخ شلتوت ص381 ].

كما وصدرت توصية عن الندوة الفقهية الطبية الثامنة للمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية المنعقدة بدولة الكويت، في الفترة من 22 - 24 /5/1995 م، بإباحة التداوي بالأنسولين الخنزيري المنشأ لمرضى السكري في حال الضرورة إليه، إذا توفرت ضوابطها الشرعية.

 

والله تعالى أعلم

21/12/2004