بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الأمين وعلى آله وأصحابه الطاهرين وبعد:
يستحب قراءة سورة يس على الميت لقوله (صلى الله عليه وسلم):«اقْرَءُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ» {رواه أبو داود وابن ماجة والنسائي والحاكم في المستدرك وصححه}. والحديث عام يشمل حالة الاحتضار والموت سواء قبل الدفن وبعده. في أي وقت قرئت انتفع بها الميت. وآكد الأوقات عند الاحتضار لنزول الملائكة بقراءة القرآن وحصول التثبيت منهم في وقت أشد ما تكون الحاجة إلى ذلك. وجعل ابن عابدين الحنفي قراءة يس وإهداء ثوابها من آداب دخول القبور. جاء في حاشية ابن عابدين(2/:"ومن آدابها { أي زيارة القبور} ...قوله (ويقرأ يس)... ثم يقول اللهم أوصل ثواب ما قرأناه إلى فلان أو إليهم".
روى الإمام أحمد في مسنده قال حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنِي الْمَشْيَخَةُ، أَنَّهُمْ حَضَرُوا غُضَيْفَ بْنَ الْحَارِثِ الثُّمَالِيَّ، حِينَ اشْتَدَّ سَوْقُهُ، فَقَالَ: هَلْ مِنْكُمْ أَحَدٌ يَقْرَأُ يس؟ قَالَ: فَقَرَأَهَا صَالِحُ بْنُ شُرَيْحٍ السَّكُونِيُّ، فَلَمَّا بَلَغَ أَرْبَعِينَ مِنْهَا قُبِضَ، قَالَ: وَكَانَ الْمَشْيَخَةُ يَقُولُونَ: إِذَا قُرِئَتْ عِنْدَ الْمَيِّتِ خُفِّفَ عَنْهُ بِهَا. قَالَ صَفْوَانُ: وَقَرَأَهَا عِيسَى بْنُ الْمُعْتَمِرِ عِنْدَ ابْنِ مَعْبَدٍ.{قال شعيب الأرنؤوط في تحقيقه على المسند(28/172):"أثر إسناده حسن، وإبهامُ المشيخة لا يضر... وحسَّن إسناده الحافظ في "الإصابة"(ترجمة غُضَيف)، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير غُضَيف فروايته عند أصحاب السنن ما عدا الترمذي. وصالح بن شُرَيح السكوني أحد رجال المشيخة روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، لكن قال أبو زرعة كما في "الجرح والتعديل": مجهول، ولم يحك فيه البخاري جرحاً ولا تعديلاً.... ".
وعن جندب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم):"من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له"{رواه ابن حبان في صحيحه. قال شعيب الأرنؤوط في تحقيق على صحيح ابن حبان(6/312):"رجاله ثقات لكن فيه عنعنة الحسن"}.
والله تعالى أعلم
د.حسين وليد
29صفر1434هـ الموافق12/1/2013م