بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
هناك عدة أقوال لعدم استفتاح التوبة بالبسملة، أرجحها ما جاء عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:"بسم الله الرحمن الرحيم أمان،وسورة براءة نزلت برفع الأمان"{انظر: زاد المسير لابن القيم(3/145)}. فهذه السورة في الواقع تعلن إعلانا عاما بقطع المواثيق ونبذ العهود التي بين المسلمين وبين المشركين، إلا ما كان منها إلى أمد موقوت.
إن وجود البسملة يوجب نوعا من الأمان للمشركين والمنافقين لما تحمله من أوصاف الرحمة. والسورة ليس فيها أمان بل فيها:{فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد}التوبة:5، {وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة}التوبة:36 . فلا مجال لهؤلاء إلا السيف والقتال ولا مجال لرحمة ولا أمان.
وعليه لا تجوز البسلمة في أولها ولا في وسطها ولا في آخرها ولا في أي جزء من أجزائها؛ لأنها حرب على المشركين.
والله تعالى اعلم